**تطمح شركة أبل من كوبرتينو إلى دخول قوي لسوق الروبوتات المنزلية بحلول عام 2026، من خلال جهاز فاخر بسعر معقول. هل هذا ممكن؟**
شهد العام الماضي نجاحات كبيرة لشركة أبل، بدءًا من إطلاق تقنية الذكاء الاصطناعي في نظامها البيئي مع Apple Intelligence، وسماعة Vision Pro المستقبلية باهظة الثمن (والتي لا تزال تواجه صعوبة في الانطلاق)، ومبيعات الهواتف الذكية التي وصلت إلى مستويات قياسية، تستمتع الشركة بنجاح كبير. فما هو التوجه التالي الذي ستتخذه شركة تيم كوك؟
كما كتبنا في أبريل الماضي، يبدو أن الشركة قد وجهت أنظارها نحو مجال الروبوتات المنزلية. وبعد مرور أشهر، أصبح لدينا أخيرًا بعض المعلومات الإضافية حول مشروع الروبوت الذي تعمل عليه أبل. فقد أحرز المشروع تقدمًا ملحوظًا، ومن الممكن أن يكون متاحًا في غضون أقل من عامين بسعر يقارب 1000 دولار.
ذراع آلية وشاشة iPad: المنزل في متناول يدك
تكشف أحدث التسريبات من مارك جورمان في بلومبرج عن اقتراب إطلاق مشروع طال انتظاره من أبل: روبوت منزلي. يتميز هذا الرفيق عالي التقنية، الذي من المتوقع إطلاقه في عام 2026، بتصميم جريء يتمحور حول شاشة ضخمة تشبه جهاز iPad. سيتم توصيل هذا العنصر المركزي بذراع آلية رفيعة تتمتع بقدر من الرشاقة تسمح لها بالانحناء والدوران بزاوية 360 درجة. تصميم بسيط إلى حد ما لروبوت لن يكون بشريًا.
وكتب جورمان في مقاله: “تم تصميم الجهاز ليكون مركز تحكم ذكيًا للمنزل، وجهازًا لمؤتمرات الفيديو، وأداة أمان منزلية يمكن التحكم فيها عن بُعد، وفقًا لمصادر لم تذكر اسمها، لأن المشروع سري. تمت الموافقة على المشروع، الذي يحمل الاسم الرمزي J595، من قبل إدارة أبل في عام 2022، لكنه لم يبدأ في اكتساب زخم حقيقي إلا في الأشهر الأخيرة”.
وبالتالي، سيتم وضع هذا الروبوت كمحور حقيقي للمنزل الذكي الحديث. من بين مهامه، يمكننا ملاحظة، في الوقت الحالي، إدارة الاتصالات عبر FaceTime ومراقبة أمن المنزل. بالإضافة إلى تصميمه الأنيق، سيتم تزويد الجهاز بقدرات إدراكية متقدمة، مما يسمح له بالتعرف على الأصوات والوجوه. سيعتمد هذا الإنجاز التقني على نسخة معدلة من iPadOS، إلى جانب إصدار مطور من Siri، المساعد الصوتي الشهير من أبل.
كيفن لينش على رأس المشروع: مشروع ضخم في طريقه إلى عام 2026
عينت أبل كيفن لينش، نائب الرئيس الأول للتكنولوجيا، لقيادة هذا المشروع الضخم. يدير لينش جهود فريق من مئات الموظفين، وفقًا للتقديرات، يعملون جميعًا على تحويل هذا المشروع إلى حقيقة واقعة. على الرغم من أنه لا يزال في مرحلة التطوير المتقدمة، إلا أن هذا الروبوت المنزلي يستهدف شريحة من العملاء الذين يبحثون عن منتج يجمع بين التطور والقدرة على تحمل التكاليف.
يشير جورمان إلى التباطؤات التي ميزت هذا المشروع، حيث تم إدراجه وإزالته من جدول أعمال أبل عدة مرات، مما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه الشركة. ومع ذلك، يبدو أن الشركة مصممة على الوفاء بالتزاماتها، حيث تستهدف إطلاقه تجاريًا بين عامي 2026 و 2027.
بينما لا تزال بعض التفاصيل الفنية غامضة، إلا أن جورمان يكشف النقاب عن بعض القدرات المزعومة لهذا المساعد الآلي. بفضل دقته الرائعة، سيكون قادرًا على فك رموز حركات الشخص الذي يتحدث إليه أثناء مكالمة فيديو، مثل الإيماء أو الرفض. والأكثر إثارة للإعجاب أنه يمكنه عزل شخص ما داخل حشد من الناس، مع تركيز انتباهه عليه.
يقول جورمان: “يمكن للجهاز الاستجابة لأوامر مثل” انظر إلي “من خلال إعادة وضع الشاشة للتركيز على الشخص الذي يتحدث، على سبيل المثال، أثناء مكالمة فيديو. ويمكنه أيضًا فهم أصوات مختلفة وضبط تركيزه وفقًا لذلك”.
يبدو من الواضح أن أبل ترغب في جعل الروبوتات في متناول الجميع من خلال مشروع J595. يبقى أن نرى ما إذا كانت الشركة ستنجح في رهانها من خلال الحفاظ على سعر منخفض؛ فهي ليست معروفة بشكل خاص بتقديم منتجات بأسعار معقولة. تقليديًا، لطالما وضعت منتجاتها في فئة الراقية. Apple Vision Pro بسعر 4000 يورو في فرنسا في نسخته الأساسية (256 جيجا بايت) هو خير دليل على ذلك. في هذه المرحلة، من الممكن تمامًا أن يشهد سعر هذا الروبوت الشهير بعض التغييرات.