قدّم لنا هاتفا Galaxy S9 و +S9 الجديدين من شركة Samsung الكوريّة الرّائدة, خاصّيات جديدة لنظام الكاميرا, تمثّلت في عدسة ذات فتحة متغيّرة (objectif à ouverture variable) . لكن فيم يمكننا إستغلال هذه العدسة بالضّبط ؟ و ما هي مميّزاتها ؟
عدسة الكاميرا في منتوج سامسونغ الرّاقي الجديد شهدت تغيّرات مبتكرة جذريّة. فبعد عام تقريبا عن إطلاق نسختي Galaxy S8 و +S8 , اللّذان قدّما التّصميم الجديد “infinity Display” ,و عدّلا المسار الّذي بدأته نسخة Galaxy S7 قبلها, ها أنّ شركة Samsung تنتهج أسلوبا معاكسا مع هاتفي Galaxy S9 و +S9 ,اللّذان تمّ تقديمهما خلال شهر فيفري 2018 بمناسبة إفتتاح صالون MWC بإسبانيا.
صحيح أنّ نسختي Galaxy S9 لم تقدّما تحويرات “ثوريّة” ,إلّا أنّهما كانتا مرشّحتين للقب أفضل الهواتف في العالم على مستوى الفوتوغرافيا. و هنا يجب القول بأنّ هذين الجهازين يعتمدان على عدسة ذات فتحة متغيّرة (un objectif à ouverture variable) ,و هي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
إذا كيف تشتغل هذه الميزة الفريدة في كاميرا Galaxy S9 ؟ و كيف يمكن لمستعملي هذا الهاتف الحديث أن ينتفعوا بها على وجه التّحديد ؟
لنعد أوّلا إلى الخاصّيات التّقنيّة لهاتفي S9 و +S9 , و لنوضّح بأنّهما يتمتّعان كلاهما بفتحة متغيّرة (ouverture variable) على مستوى الكاميرا ذات الزّاوية الكبيرة. اللّاقط هو “samsung s5k2l3” ,ذو دقّة 12 ميقا-بيكسل بحجم 1/2.5 بوصة, مرفق بعدسة ذات 4.3 مم ,و بفتحة f/1.5-2.4 (توازي 26 مم) . و إذا ما إستندنا إلى الفيديو التّرويجيّ, فإنّ الطّبقة الغشائيّة (diaphragme) لهاتفي S9 ,تتكوّن من 3 شرائح مستديرة ; و هي إضافة محسّنة, مقارنة بهاتف W2018 الّذي كانت سامسونغ قد قدّمته منذ بضعة أشهر في الصّين.
بالنّسبة للّاقط الثّاني, و هو مخصّص فقط لنسخة +S9 الكبرى, فهو بدقّة 12 ميقا-بيكسل, و هو أصغر حجما, و بحجم 1/3.6 بوصات, و مرفق بعدسة ذات 6 مم, بفتحة f/2.4 (موازية ل52 مم, أي ضعف اللّاقط الأوّل).
عدسات و لواقط شرهة للضّوء !
هذه الفتحة المتغيّرة (ouverture variable) تصلح لتحديد جرعة معيّنة من كمّية الضّوء الّتي تمسّ العدسة أو اللّاقط. فنحن نتحدّث هنا عن فتحة العدسة (l’ouverture de l’objectif) : فكلّ ما كان العدد “f” صغيرا , كلّما كانت الفتحة أكبر , و كلّما تمكّنت العدسة من نقل المزيد من الضّوء إلى الكاميرا. و كلّما إزداد إلتقاط الكاميرا للضّوء, كلّما نقصت حاجتها لتوسيع الإشارة (أي التّرفيع في الحساسيّة, الّتي يعبّر عنها بISO) , و كلّما أيضا, أنتجت أقلّ قدر من الضّجيج – و الّذي نلاحظه بالخصوص في المنطقة المظلمة. و بعبارة أخرى, كلّما إلتقطت الضّوء أكثر , كلّما كانت الصّورة أفضل, و خاصّة في الأماكن المعتمة.
كيف يمكن لفتحة صغيرة أن تحسّن الجودة ؟
هاتفا Galaxy S9 أتيا إذن للحدّ من مختلف الصّعوبات الّتي تواجه الكاميرا لإنتاج صورة مثاليّة إلى أبعد حدّ ممكن, و ذلك من خلال إقتراح فتحة ذات f/2.4 ,علاوة على فتحة كاميرتيهما ,ذات الf/1.5 . حيث لدينا هنا فارق ب1.25 لقيمة العرض (Ev) الّتي تنقل 2_1.25 , أي بمرّتين و نصف تقريبا أقلّ ضوء !
في الوضع الأوتوماتيكيّ, تخيّر الكاميرا ,بالمناسبة, هذه الفتحة الصّغيرة. حيث أنّها تنفتح على f/1.5 ,أسفل 100 lux , و هو ما يتوافق ,على سبيل المثال, مع مشهد داخليّ ,أو ليليّ, مع كمّية ضوء إصطناعيّ مائل إلى الحمرة.
كما يمكننا أيضا تدعيم الفتحة من خلال وضعيّة “Pro” ,بهدف تعديل و تقويم عمق الحقل البصريّ, على سبيل المثال. لكن يجب أن نعرف أنّه ,و على خلاف الكاميرا ذات اللّاقط الكبير ,فإنّ فتحة الطّبقة الغشائيّة للاقط صغير في الهاتف الذّكيّ ليس لها إلّا تأثير صغير على عمق الحقل البصريّ, و على ضبابيّة الواجهة الخلفيّة. و من الأفضل هنا تبجيل الضّبابيّة الإصطناعيّة المنبعثة بشكل برمجيّ من وضعيّة الملمح (portrait).
فتحات أكثر صغرا (f/4 أو أكثر) ستكون غير نافعة, و ربّما حتّى ذات إنتاجيّة ضعيفة. ليس فقط عمق الحقل البصريّ (profondeur de champ) هو غير متناهي تقريبا إنطلاقا من f/2.4 على لاقط صغير في الهاتف الذّكيّ, لكن بالأخصّ, القدرة على توفير الدّقّة (résolution) في اللّاقط, ستتجاوز و بسرعة, دقّة العدسة : فلمسة Airy ستكون أكبر من خلفيّة فوتوغرافيّة, و لن يكون من الممكن تمييز نقطتين دنيتين.
هذا من النّاحية النّظريّة. و الأكيد أنّ إستعمال الهاتفين تطبيقيّا سيجعلكم تتعرّفون على الفارق المبتكر في عمل كاميرتي S9 و +S9 !