إختبار: هاتف Huawei Mate 9, يعتلي عرش الهواتف الذّكيّة كبيرة الحجم

كلّ ملك أو سلطان عليه أن يترك مكانه يوما ما , و هاتف غالاكسي نوت7 لم يشذّ عن هذه القاعدة , تاركا عرشه خاليا !  و ها أنّ شركة هواوي تستلم مقاليد السّيادة , من خلال هاتفها Mate 9 الّذي كانت قد قدّمته خلال مؤتمر خاصّ بمدينة ميونيخ الألمانيّة مع بداية شهر نوفمبر 2016 الماضي.

هواوي بحاجة إلى معطيات جديدة لكي تتميّز و تختلف عن بقيّة الهواتف الذّكيّة الّتي تجتاح السّوق التّونسيّة , و من أجل هذا , عوّلت الشّركة الصّينيّة على مجال الذّكاء الإصطناعي . في الواقع , هاتف Mate9 هو المنتوج الأحدث و الأبرز في هذا المجال للعلامة الآسيويّة , فهو يمتلك “خوارزميّة آليّة للتّعلّم” , ترمي إلى تعلّم عادات المستعمل , من أجل تحسين أداء الهاتف و لكي يصبح هذا الأخير أكثر إنسيابيّة , وفق إستخداماتكم. و في هذا الإطار , يسعدنا أن نقوم بإختبار مثل هذا الهاتف الذّكيّ القويّ , الجذّاب و القادر على مرافقتكم في يوم طويل شاقّ دون أيّ مشاكل.

وضعيّة الهاتف بين يدي المستعمل و تصميمه الجماليّ :

من ناحية السّمك , خسر هاتف Mate 9 , مقدار 0.1 بوصة بالمقارنة مع سابقه هاتف Mate 8 , و أصبح أكثر خفّة. و لكن مع هذا, فهو يبقى صعب الإستعمال بيد واحدة , غير أنّه يوفّر وضعيّة الإستخدام بيد واحدة , المتاحة بسهولة من خلال تمرير إصبعكم على إطار التّصفّح ( barre de navigation).

فئة “Mate” ظلّت كذلك وفيّة لنفسها , و لم تتغيّر كثيرا. التّصميم معالج بعناية فائقة من خلال ظهر الهاتف المصنوع من الألمنيوم المفرّش , و الّذي يجعل سطحه أقلّ إنزلاقا من هاتف P9 . كما أنّنا نجد على هذا السّطح الخلفي , مستشعرا للبصمات , و لاقط صور مزدوج من Leica , مع وحدة flash و autofocus ليزريّ , كالّتي هي موجودة على هاتف P9 , و هو ما يعطينا إنطباعا بأنّنا نمسك بهاتف Huawei P9 , لكن بحجم أكبر .

حوافّ الهاتف مستديرة بشكل واضح , من أجل وضعيّة إمساك أفضل بين يدي المستعمل. على الواجهة الأماميّة , تمّت إحاطة الشّاشة بغطاء ( unibody ) من الألمنيوم المفرّش . و نجد على جانب الهاتف فتحة تستقبل شريحتي إتّصال , أو شريحة إتّصال مع بطاقة ذاكرة.

هاتف Mate9 يتّصل و يشحن عبر منفذ USB-Type-C .  هذا و أعلنت هواوي عن 6 ألوان مميّزة لهذا المنتوج , و هي الرّمادي و الفضّي و الذّهبي و الأبيض و الأسود و البنّي.

الشّاشة :

هاتف Mate9 يندمج على شاشة ( IPS LCD ) ذات 5.9 بوصات بدقّة Full HD و بتعريف ذي 1920 * 1080 بيكسل , مع كثافة للبيكسيلات تقدّر ب373 ppi , و هي من ثمّ , تغطّي 77.5 % من الواجهة الأماميّة للهاتف , كما أنّها تقدّم علاقة تضادّ للألوان ( +1600:1 ) , تعطي ألوانا حيّة أكثر , مع زوايا نظر أفضل , إلى جانب إستهلاك أقلّ للطّاقة . و حتّى وسط أشعّة الشّمس القويّة , تقدّم شاشة Mate 9 قابليّة مثاليّة للقراءة.

إذا كان منافسوها قد إعتنقوا نموذج الشّاشة ( QHD ) , فإنّ هواوي إختارت البقاء وفيّة للدّقّة التّعريفيّة ( Full HD ) الّتي تبقى مريحة جدّا و كافية , من أجل أغلبيّة الإستخدامات ( ما عدا تجربة الواقع الإفتراضي).

هذا و يقدّم نظام Android Nougat من الآن فصاعدا , وضعيّة النّافذة المزدوجة , العمليّة للغاية بالنّسبة لشاشة بهذا الحجم.

الأداء :

تثق هواوي كثيرا بمعالجاتها المصنوعة محلّيا في معاملها الخاصّة , و قد عوّلت هذه المرّة على المعالج Kirin 960 , و هو متكوّن من 4 أنوية Cortex-A73 , بتردّد 2.4 جيقا-هرتز , و 4 أنوية Cortex-A53 بتردّد 1.8 جيقا-هرتز , مع وحدة معالجة الرّسوميّات الغرافيكيّة Mali-G71 , و ذاكرة وصول عشوائيّة(RAM) ذات 4 جيقا.

من النّاحية العمليّة , أداء هاتف “ميت 9” مذهل ببساطة , فالهاتف الذّكيّ بقي إنسيابيّا للغاية و دون أيّ بطء يشوب حركته , عندما يتحوّل إلى لعبة فيديو قويّة , و هو لا يسخن بالأخصّ.

و بالتّالي , يمكن القول أنّ المعالج Kirin 960 قد وضع هاتف هواوي Mate9 في مركز يخوّله ليكون أحد أقوى الهواتف في السّوق حاليّا.

نقطة القوّة الّتي تمّ إكتشافها مع Mate9 , و الّتي أرادت هواوي إبرازها , هي بالتّأكيد , “خوارزميّة التّعلّم الآليّ” الّتي يحتويها , و هذه الخاصّية تصلح لتعلّم إستخداماتكم اليوميّة أوتوماتيكيّا بهدف إستباق إستخدامكم.

هذه التّكنولوجيّة الجديدة تصلح لتحسين أداء الهاتف عبر التّحكّم في موارده حسب الإستخدام.

هاتف Mate9 يتضمّن أيضا , ذاكرة داخليّة ذات 64 جيقا , قابلة للتّمديد عبر منفذ microSD , يمكننا إستعماله كشريحة ثانية رفقة شريحة الإتّصال , كما أنّه مجهّز بكابل واصل USB من Type-C , قابل للإنعكاس , مثلما هو موجود في هواتف هواوي الأخيرة . أيضا , مخرج السّمّاعات (prise jack ) ذي ال3.5 مم موجود , مع مضخّمي صوت , و ذلك من أجل تجربة صوتيّة أكثر من مرضيّة.

السّطح البينيّ و التّصفّح :

هاتف Mate 9 هو الهاتف الذّكيّ الأوّل من هواوي , الّذي يعمل وفق نظام Android Nougat 7.0 مع الغشاء البرمجيّ الفوقيّ EMUI 5.0 . هذا الغشاء البرمجيّ يعطي الإنطباع دائما بأنّنا نتصفّح على نظام IOS , لكن هذه المرّة , أتاحت هواوي الإمكانيّة للحصول على وضعيّتين ,مع أو دون “درّج للتّطبيقات” , و هو ما يلائم عددا كبيرا من المستعملين الّذين إعتادوا على هذه الإمكانيّة الوظيفيّة.

نظام أندرويد Nougat يضيف وضعيّة النّافذة المزدوجة , مع العلم أنّ سامسونغ كانت الأولى الّتي تدمج هذه الوظيفة من خلال هاتفها نوت 2 .

غشاء EMUI 5.0 يوفّر لكم إمكانيّة فتح حسابين على بعض التّطبيقات مثل فايسبوك و واتسآب , كما أنّ القسم البرمجيّ من هاتف Mate9 مكتمل تقريبا , و هو يقدّم خيارات عديدة ستسهّل حياتكم اليوميّة.

الكاميرا :

واصلت العلامة الألمانيّة Leica و الشّركة الصّينيّة هواوي , تعاونهما على مستوى آلة التّصوير الرّقميّة لهاتف Mate9 , و كشفا لنا الكاميرا المزدوجة , حيث تتميّز الأولى بدقّة ذات 12 ميقا-بيكل ( RGB ), و الثّانية بدقّة ذات 20 ميقا-بيكسل ( monochrome) . الكاميرا المزدوجة توفّر جودة مرتفعة بالمقارنة مع هواوي P9 , و هي تمكّن من التّصوير بدقّة 4K.

هذا و ذكرت هواوي أنّ خاصّية التّكبير المهجّن ( البصريّ و الرّقميّ) و الّتي تجمع بين عدستي Leica , تتضمّن ميزة الموازنة اللّيزريّة , الإلتقاط المرحلي , تركيز العمق و التّضادّ.

النّتائج كانت ممتازة في النّهار , من خلال ألوان حيّة للغاية و غنيّة بالتّفاصيل , و لكنّها أقلّ وضوحا في اللّيل و في إضاءة خافتة . لكن مع إستخدام الوضعيّة اليدويّة , يمكن أن يتمّ تحسين النّتيجة النّهائيّة أكثر .

من ناحية البرمجيّات , تحتوي تطبيقة الكاميرا على عدّة وضعيّات من أجل عشّاق عالم الفوتوغرافيا , بما في ذلك الوضعيّة المحترفة الّتي هي متاحة مباشرة على السّطح البينيّ , إلى جانب وضعيّات  monochrome و Light Painting و Time Lapse …..إلخ

و أخيرا , توفّر الكاميرا الأماميّة دقّة تبلغ 8 ميقا-بيكسل و فتحة بF/19 . و قد أفرزت هذا الكاميرا نتائج محيّرة خلال عمليّة إختبارنا الخاصّة . و نترككم تحكمون بأنفسكم من خلال المقارنة الّتي أجريناها مع كاميرا هاتف LG G5 أسفله.

[baslider name=”mate”]

مدّة الحفاظ على الشّحن :

فيما يخصّ مدّة الحفاظ على الشّحن , يعتبر هاتف Mate 9 من بين الأفضل على الإطلاق في هذا المستوى , فهو مجهّز ببطّارية ذات 4000 ميليام آمبر , في حين أنّ هواتف غالاكسي S7 و هواوي P9 و HTC10 , كلّها تستخدم بطّارية ذات 3000 ميليام آمبر.

كما نجد كذلك وضعيّة متقدّمة للإقتصاد في الطّاقة , يمكن أن تفرز مدّة حفاظ على الشّحن تصل إلى 48 ساعة أو أكثر ( في وضعيّة إستخدام عاديّة).

كذلك حسّنت هواوي من نظامها الخاصّ بالشّحن السّريع , حيث أنّه حين ترك الهاتف الذّكيّ موصولا بالشّحن لمدّة 20 دقيقة , فهو قادر على الحفاظ على حياته لمدّة يوم كامل !

إذن , من خلال الشّاشة ( Full HD ) , و المعالج Kirin 960 الجديد الّذي يستهلك أقلّ طاقة , و بالأخصّ بطّارية ذات 4000 ميليام آمبر , فإنّ هاتف Mate 9 قادر على ضمان يوم كامل شاقّ دون أيّ مشاكل.

الخاتمة :

بصفة عامّة , يبرز هاتف Mate9 من هواوي كأحد أفضل الهواتف الذّكيّة على الإطلاق حاليّا , و هو مصنّف على رأس إمبراطوريّة الهواتف كبيرة الحجم ( XXL) . و كما ذكرنا سابقا , فهذا الهاتف هو بالفعل مزيج متجانس و كامل : معالج سريع جدّا , شاشة صلبة , كاميرا مزدوجة مذهلة , بطّارية أكثر من مثاليّة و شريحتا إتّصال.

السّعر , قد يكون هو النّقطة القاتمة في سماء Mate 9 الصّافية !  لكن علينا أن نعلم , مع هذا , أنّ العلامة الآسيويّة العملاقة قد أدّت عملا جيّدا جدّا مع هذه الجوهرة التّكنولوجيّة ,مع العلم أنّه توجد نسخة مذهلة من تصميم Porsche ( لن نراها بالتّأكيد في تونس) , إلى جانب نسخة Mate9 pro ذات 6 جيقا.

إذن ها أنّ الشّركة الصّينيّة , المتمركزة في المرتبة الثّالثة خلف سامسونغ و آبل , تضرب بقوّة و ترفع سقف المنافسة أكثر .

هواوي تتطلّع إلى إعتلاء الصّدارة من هنا إلى عام 2020, و هي تنوي الإيفاء بوعودها !