ظهرت بداية الأسبوع الحالي, مجموعة من التّقارير الجديدة لتجارب و إختبارات علميّة أجراها فريق من الباحثين الأمريكييّن بيّنت وجود رابط بين تدخين السّجائر الإلكترونيّة المعروف بمصطلح “Vapotage” و بين إرتفاع مخاطر الإصابة بمرض سرطان الرّئة, أو القصور في وظائف القلب. لكن هل أنّ هذه التّقارير الجديدة هي مثبتة علميّا 100 % , أم أنّها تبحث عن إحداث ضجّة إعلاميّة فقط ؟
النّتائج الأوّلية الّتي تمخّضت عنها الدّراسة الجديدة الّتي تمّ إجرائها في الولايات المتّحدة الأمريكيّة على مجموعة من الفئران و كذلك على عيّنة من الخلايا البشريّة في أكثر المخابر تطوّرا و دقّة, أفادت بأنّ تدخين السّجائر الإلكترونيّة يمكن أن يشكّل خطرا أكبر على مستوى الإصابة بمرض السّرطان الرّئوي أو أمراض القلب و الشّرايين, و ذلك حسب ما دوّنه فريق الباحثين الأمريكييّن بقيادة بروفيسور الطّبّ البيئيّ و علم الأمراض التّطبيقيّ بكلّية الطّبّ بجامعة نيويورك, و قد تمّ إرسال هذه الدّراسة بالفعل لنشرها في السّجلّات الرّسميّة للأكاديميّة الأمريكيّة للعلوم (PNAS).
لكن هل أنّ هذه الدّراسة هي بمثابة حقيقة علميّة, أم أنّها تندرج في إطار عمليّة تلاعب بالأفكار و إحداث ضجّة إعلاميّة ؟
في الواقع, نحن نميل إلى الإفتراض الثّاني لإعتبارات ثلاث : أوّلا, الظّروف الّتي تمّ فيها إجراء الإختبارات لا يمكن إطلاقا أن تمثّل محاكاة للوضعيّة البشريّة أو أن تعكس تعامل الخلايا الإنسانيّة. فهي في الواقع تظهر “إنحرافا خلويّا” من خلال تعريض الفئران إلى كمّيات محترمة من “النّيكوتين”, و هي كمّيات أكثر بكثير ممّا يمكن أن تنتجها سيجارة إلكترونيّة عاديّة . بعد ذلك, فقد تمّ إجراء تعديلات خارجيّة على الفئران و عمّموها على البشر . و أخيرا, لم يقم فريق العلماء المذكور بمقارنة تأثير تدخين السّجائر الإلكترونيّة, بتدخين التّبغ التّقليديّ.
في هذا الإطار, دحض البروفيسور Bertrand Dautzenberg , الطّبيب المختصّ في أمراض الرّئة و الملاحظ الطّبّي لظاهرة السّجائر الإلكترونيّة, هذه الدّراسات منذ ساعات :
” اليوم, نحن نعلم أنّ النّيكوتين هي مادّة سامّة, و مضرّة للغاية بالمجاري التّنفّسية, و هي أيضا مادّة تسبّب الإدمان عليها من طرف مستهلكيها. و لهذا, تعتبر السّجائر الإلكترونيّة بديلا مثاليّا للمدخّنين, لأنّ هذه الأجهزة الصّغيرة لا تحتوي إلّا على نسبة 2 % من النّيكوتين داخل سوائلها الإلكترونيّة. و في المقدار أو الكمّية الّتي يستهلكها مدخّنوا السّجائر الإلكترونيّة, هناك نسبة طفيفة من الموادّ السّامّة أو الضّارّة, و تبقى أقلّ خطورة من التّبغ و السّجائر العاديّة.”
هذا و أفاد البروفيسور دوتزنبرغ بأنّ تدخين السّجائر الإلكترونيّة لمدّة عام كامل يعادل تدخين السّجائر العاديذة لمدّة يوم واحد. مؤكّدا أنّ السّلوك العامّ لمرضاه و نفسيّتهم قد تحسّنت كثيرا بعد إقلاعهم عن تدخين السّجائر العاديّة و إلتجائهم إلى السّجائر الإلكترونيّة.