أتمّت الصّين بداية هذا الأسبوع, و بنجاح, أولى الإختبارات الخاصّة بإنشاء أوّل طريق سريعة (autoroute) خاصّة بها, تعمل بواسطة الطّاقة الشّمسيّة, و هي عبارة عن طريق من الجيل الجديد, مجهّزة بألواح للطّاقة الشّمسيّة, و يعرف أكثر حاليّا بإسم “Photovoltaic road Surface” . و هذه الطّريق مزوّدة, في الواقع, كما أشرنا في مقالاتنا السّابقة, بموادّ شفّافة تتيح دخول أشعّة الشّمس, ما ينتج عنه توليد الطّاقة الكهربائيّة.
هذه الطّريق الجديدة المتمركزة على مستوى مدينة “Jinan”, و هي عاصمة مقاطعة Shandong الصّينيّة, من الممكن أن تشكّل “ثورة” في عالم المواصلات و النّقل , بما أنّه سيكون بمقدورها في المستقبل دعم خدمات الشّحن اللّاسلكيّ.
حسب مجموعة Qilu Transportation Development , و هي الجهة المسؤولة عن عمليّة تصنيع هذه الطّريق الجديدة, تعتبر هذه الأخيرة أوّل تجربة في مجال “الطّرق السّيّارة الكهربائيّة” على مستوى العالم.
هذه الطّريق الموجودة حاليّا في منطقة Jinan , تتركّب من 3 طبقات : طبقة صلبة في الأسفل, و طبقة شفّافة في الأعلى, و بينهما طبقة وسطى متكوّنة من مجموعة ألواح شمسيّة (panneaux photovoltaiques) . هذه الطّريق تمسح مساحة 5.874 متر مربّع, و تمتدّ على طول 1 كم فقط, و هي ذات جهد كهربائيّ يبلغ 800 كيلو واط.
في هذا الإطار, صرّح السّيد Xu Chunfu , رئيس مجموعة QTD الصّينيّة :
” هذا المشروع سيمكّن من الحفاظ على المساحة, من أجل بناء مزارع شمسيّة و من أجل التّقليل من مسافات الإنبعاثات الغازيّة. الطّاقة المتولّدة عن هذا الطّريق, سيقع إستعمالها لتشغيل إشارات المرور على الطّريق السّيّارة, و كذلك كاميرات المراقبة و الأنفاق و مختلف المرافق الأخرى. أمّا الطّاقة الزّائدة فسيتمّ إستغلالها في تغذية الشّبكات الوطنيّة.”
كما أنّه من المتوقّع في المستقبل القريب, أن تقوم هذه الألواح الشّمسيّة بخدمات متنوّعة أخرى, بما فيها عمليّات شحن السّيّارات الكهربائيّة, و إزاحة الثّلج عن الطّريق, و كذلك النّفاذ إلى شبكات الإنترنت. كما أنّه سيتمّ إضافة موصلات (ports) إليه, ستضمن النّفاذ إلى أجهزة جمع المعلومات.
ما يجعل هذا التّطوير الجديد من الأهمّية البالغة بمكان, هو الدّور الّذي يمكن أن يلعبه في المستقبل, أين من المنتظر أن تلعب السّيّارات الكهربائيّة دورا كبيرا في العالم.
الصّين, و مع قوّتها الإقتصاديّة المتنامية و المتصاعدة, أصبحت تعوّل كثيرا على البيترول المورّد للحفاظ على نموّها الإقتصاديّ. و هذا “القصور” يخفي خلفه مخاطر تلوّث كبيرة, و هو ما يدفع دولة الصّين حاليّا إلى إرساء مشاريع من شأنها أن تعوّض مصادر الطّاقة التّقليديّة بمنابع طاقة بديلة.
الدّولة الصّينيّة, و الّتي تعتبر اليوم أكبر منتج للطّاقة الشّمسيّة, هي تمضي أيضا قدما, و في جرابها مشاريع و مخطّطات لتعويض السّيّارات العاديّة بسيّارات كهربائيّة.