تواجه اللّغة العربية في احتفاليّتها السّنوية اليوم ، والّتي تصادف الثّامن عشر من ديسمبر من كلّ عام، تحدّيات وإشكاليّات كبرى من حيث دخولها للمحتوى الإلكتروني كوثائق رقميّة تأريخية و وسيلة لنقل المعرفة في العالم الافتراضي عبر الوسائط الإلكترونية المتعدّدة كالنّصوص والصّور والسّمعيات والمرئيّات والخرائط والتّطبيقات الإلكترونيّة.
وظهرت أهميّة اللّغة العربيّة رقميّا بسبب الأهمّية الاستراتيجيّة الّتي حظيت بها المنطقة العربيّة في الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا من النّاحية الاقتصاديّة والجيوسياسيّة و بسبب ازدحام أرضيّة المنطقة بالصّراعات والأزمات الّتي يتأثّر بها العالم الخارجي أيضا .
فقد حقّقت التّغيرات الاجتماعية والسّياسيّة للمنطقة قفزة نوعيّة في إثراء المحتوى الإلكتروني العربي والوصول إليه عبر الإنترنت من خلال شبكات التّواصل الاجتماعي المختلفة والتّطبيقات والبرامج الإلكترونية الأخرى، سواء على الهواتف النقالة ، أو على الأجهزة اللّوحية والكمبيوتر .
وتشير دراسات حديثة إلى أنّ المحتوى العربي الإلكتروني ما زال يعاني من خلل كبير و فرق واسع بين المحتوى المؤلّف من اللّغات الأخرى كاللّغات اللاّتنيية .
وقدّرت دراسات حول قيمة سوق المحتوى الرّقمي العالمي لعام 2011 بأقلّ من 3000 مليار دولار . ومن المتوقّع أن يبلغ نحو 3800 مليار دولار في عام 2015 . وتم تقدير حصّة المنطقة العربية من سوق المحتوى العام اعتماداً على فرضيّات تقريبيّة بما يقارب 89 مليار دولار لعام 2011 و 112 مليار دولار لعام 2015 .