أكّدت الوكالة الوطنيّة للتّردّدات في بلاغ رسميّ لها, وفّرت منه نسخة حصريّة لموقع تويتاك, أنّ مجال القمر الصّناعي الجزائريّ الجديد Alcomsat-1 سيغطّي تونس كذلك عند دخوله حيّز العمل الفعليّ مستقبلا, مؤكّدة على العديد من النّقاط الّتي رأت أنّه من الواجب توضيحها في إطار حقّ الرّدّ على مقالنا السّابق في هذا الموضوع. و فيما يلي نصّ البلاغ الجديد (باللّغة العربيّة) الصّادر عن الوكالة الوطنيّة للتّردّدات (ANF) و الّذي لا يعبّر إلّا عن موقفها :
“ أرسلت الجزائر عبر قاعدة الإطلاق الصّينيّة, أوّل قمر صناعيّ لها و يحمل إسم “Alcomsat-1” , و الّذي سيبلغ إرتفاعه مسافة 36 ألف كم و سيتموقع على الدّرجة 248 من مدار orbit , على أن يبلغ مداره النّهائي بعد جملة من التّعديلات الأخرى. و بعد عمليّة إطلاقه, سيزوّد Alcomsat-1 خدمات الإرسال الصّوتي و الإنترنت عالية التّدفّق, و الإستخدامات الطّبيّة, و المكالمات المرئيّة, و كذلك لبثّ البرامج التّلفزيونيّة. في الوقت الحاضر , يتموقع القمر الصّناعي الجزائري على مدار أوربيت مع 4.1191 قمّة (apogée) , و 200 كم من النّقاط المقابلة للأوج (périgée) , المنحنية على زاوية 26.4 درجة. من جملة 33 ناقل إشارة من الّتي يمتلكها القمر الصّناعي, هناك 9 نواقل مخصّصة لعرض القنوات التّلفزيونيّة و الإذاعات الرّقميّة.
هذا و سيمكّن القمر الصّناعي من بثّ شبكات الإنترنت ذات سرعة التّدفّق الفائقة (20 ميقا-بايت في الثّانية), على حزمة KA , و الّتي تغطّي كامل التّراب الجزائريّ, و كذلك توفير سرعة تدفّق ذات 2 ميقا-بايت في الثّانية لفائدة المستعملين في شمال إفريقيا, عبر حزمة KU , و الّتي ستغطّي ,علاوة على الجزائر, كلّا من المغرب و موريطانيا و مالي و النّيجر و بوركينا فاسو و ليبيا و تونس و شمال التّشاد و شمال السّودان.
القمر الصّناعيّ Alcomsat-1 و الّذي يرسل أيضا إشاراته على الحزمة L و يغطّي جزءا هامّا من نصف الكرة الأرضيّة الشّماليّ, سيمكّن من تحسين جودة إشارات الأقمار الصّناعيّة (GPS و GLONASS و Galileo و Beidou) , و كذلك من التّقليص من مخاطر التّشويش الإذاعيّ أو الإتلاف الإراديّ للتّردّدات.
تجب الإشارة كذلك إلى أنّ “ما هو متاح للإنترنت و التّلفزيون, سيكون متاحا كذلك للإتّصالات الإذاعيّة, بما فيها العسكريّة, و الّتي ستحظى بهامش أكبر من الدّيمومة و المرونة.”
بالنّسبة للقسم الأرضيّ فهو سيكون متكوّنا من مركزي تحكّم و مراقبة طويلين, واحد منهما في منصّات مرتفعة (في منطقتي بوغزّول و بوشاوي) و هما سيمكّنان من متابعة حالة القمر الصّناعي في وقت متزامن (en temps réel) , و ضمان إشتغاله على نحو جيّد, و أيضا تحسين النّفاذ إلى مختلف المعدّات و التّجهيزات الّتي تكوّن وظائفه الرّئيسيّة, هذا إضافة إلى مركز لإستغلال القمر الصّناعي, سيقع توظيفه كأداة عبور, من أجل إرسال البيانات نحو Alcomsat-1 . هذه المحطّات ستعمل من خلال طاقم تأطير متركّب فقط من مهندسين جزائرييّن.”
نشير إلى أنّ الوكالة الفضائيّة الجزائريّة (ASAL) , ليست مصنّع أقمار صناعيّة, و ليست لها نيّة أو مشروع لأن تصبح كذلك. هي فقط وكالة فضاء, مهمّتها إستغلال البيانات القادمة من الفضاء بشكل علميّ, و تحليلها و أن تستخلص منها في الأخير, منتوجا تجاريّا مجّانيا قابلا للإستهلاك.
في حالة الأقمار الصّناعيّة (Alsat) و الّتي توفّرها مجموعة EADS Astrium) و الّتي تمّ إطلاقها سنة 2016, نفّذت الوكالة الفضائيّة الجزائريّة برنامجا (offset) حقيقيّا, مع دورة تكوينيّة للمهندسين المحلّيين في تجميع المركّبات لتركيب الأقمار الصّناعيّة. و قد أتاح هذا البرنامج ذاته, إنشاء وحدة إدماج للأقمار الصّناعيّة مجهّزة بقاعة بيضاء و أجهزة و معدّات مختلفة مخصّصة للغرض.
هذا و تتطلّع الوكالة الفضائيّة الجزائريّة من خلال إطلاق القمر Alcomsat-1 , إلى تصميم قمر صناعيّ جزائريّ بكوّنات منتقاة من مزوّدين مختلفين , و خلق نظام صحّي للصّناعة الفضائيّة المحلّية. “
عن الوكالة الوطنيّة للتّردّدات