أعلن موقع فايسبوك اليوم الجمعة 27 ماي أنّه قام بتوسيع شبكته الإعلانيّة . و من الآن فصاعدا , يمكن لشبكة التّواصل الإجتماعي أن تتعقّبكم حتّى لو لم تكونوا تملكون حسابا على فايسبوك .
ففي تقرير حديث تمّ نشره على مدوّنتها الرّسميّة , أعلنت إدارة فايسبوك لمستعمليها و للمتابعين عن رغبتها في تحسين إعلاناتها الإشهاريّة و ذلك من خلال توسيع شبكتها الخاصّة Facebook Audience Network . و ما يجب أن نفهمه من هذا الأمر هو أنّه و إنطلاقا من اليوم , يمكن إعتبار أنّ شبكة التّواصل الإجتماعيّة الزّرقاء تقوم بالتّجسّس عليكم , من خلال التّوجّه نحوكم عبر إعلانات مركّزة , حتّى لو لم تكونوا تملكون حسابا , أصلا , على فايسبوك !
فعلاوة على 1.6 مليار مستخدم لفايسبوك , فإنّ الشّبكة العملاقة بإمكانها كذلك توسيع تأثير إعلاناتها الموجودة على منصّتها الخاصّة و ذلك بفضل ” ملفّ تعريف إرتباط ” أو ما يعرف بإسم ” Cookie ” تتولّى تحليل الإنفعالات و التّصرّفات الخاصّة بمستخدمي الإنترنت , و لكي تقوم بعد ذلك بتوجيه إعلانات مركّزة إشهاريّة نحوهم . و هذا التّصرّف أثار حفيظة جمعيّة CPVP البلجيكيّة الّتي كانت من السّبّاقين إلى إنتقاد فايسبوك و إتّهامه بالتّجسّس على المستعملين .
من جهة أخرى , دافع موقع فايسبوك الإجتماعي عن نفسه , مشيرا إلى أنّ إستعمال هذا الملفّ ( Cookie ) كان لازما و ضروريّا من أجل أمن و حماية المستخدم , و هذا الملفّ يمكّن من تجنّب إنشاء بروفايلات مزيّفة ( faux profiles ) . و هذا التّصرّف من فايسبوك , يعتبر على كلّ حال , غير قانوني , و مخالفا لقواعد الإتّحاد الأوروبي الّتي تنصّ على أنّ رضا المستخدم و قبوله شخصيّا ضروريّ لوضع مثل هذه الملفّات الّتي تقوم بمراقبة و متابعة تصرّفاته .
و لكي تعلّل أكثر , صرّحت إدارة فايسبوك كذلك أنّ هذا التّصرّف الّذي توخّته سيمكّن من وضع حدّ للإعلانات الّتي عرف عنها أنّها طفيليّة . و هذه مفارقة لا يمكن فهمها , لأنّ هذا الملفّ ( Cookie ) ذاته هو ما يسهّل عرض هذه الإعلانات الطّفيليّة . و لكن فايسبوك , بالمناسبة , واثقة من رأيها و متمسّكة بمقاربتها لهذا التّغيير المثير للجدل , بل إنّها حتّى راسلت المفوّضية الأوروبيّة لإعلامها بهذا التّغيير !
هذا و لن يمضي وقت طويل قبل أن نسمع أحاديث جديدة حول هذه القضيّة , حيث يراهن العديد من الملاحظين على أنّ المفوّضية الأوروبيّة لن تلقي بالا لمراسلة فايسبوك الواثقة , في إنتظار البتّ النّهائي في الأمر .