باحثون من جامعة واشنطن يصمّمون أوّل هاتف في العالم بدون بطّارية !

في إنجاز تكنولوجيّ جديد مذهل, توصّل فريق من الباحثين من جامعة واشنطن (UW) إلى إختراع هاتف يتولّى جمع و إلتقاط جزيئات الطّاقة الدّقيقة (الميكرو واط) , إنطلاقا من إشارات الرّاديو أو الضّوء . و هذا الهاتف الجديد لا يحتاج لبطّارية !

مشروع الهاتف ( دون بطّارية) تمّ نشره بالتّفاصيل في وثيقة بمقرّ الجمعيّة الأمريكيّة لآليّات الحوسبة حول تكنولوجيّات الجوّال التّفاعليّة . و هو يعتبر خطوة مستقبليّة عملاقة نحو التّخلّص من حواجز “الشّحن” و الكوابل و الهواتف ذات الطّاقة القابلة للنّضوب .

فريق الباحثين المذكور المكوّن من علماء حوسبة و مهندسي كهرباء, قام بحذف خطوة الطّاقة الشّرهة (power-hungry) على مستوى النّواقل الخلويّة (cellular transmission), خاصّة فيما يتعلّق بتحويل “الإشارات التّناظريّة” الّتي تحوّل الصّوت إلى بيانات رقميّة , يمكن للهاتف فهمها و التّعامل معها, و الّتي تستهلك الكثير من الطّاقة, ما يجعل من المستحيل تصميم هاتف يمكنه التّعويل على موارد “مكتنفة” (ambient) للطّاقة . عوضا عن هذا, هذه التّكنولوجيّة الجديدة ستتمتّع بإمتياز “الإهتزازات الدّقيقة” (Tiny vibrations) في ميكروفون الهاتف أو مضخّم الصّوت الخاصّ به, و الّتي تصدر حين يكون المستعمل بصدد التّحدّث في الهاتف أو الإستماع إلى مكالمة .

هذا و تمّ وصل “هوائيّ” خاصّ بهذه المكوّنات, يتولّى تحويل هذه الحركات أو الإشارات إلى “تغيّرات” في إشارات الرّاديو التّناظريّة, و ذلك عبر مركز خلويّ أساسيّ . هذا المفهوم التّكنولوجيّ يقوم, بالضّرورة, بفكّ شيفرة أنماط الكلام في إشارات الرّاديو المنعكسة, و ذلك بأسلوب يجعله لا يستهلك تقريبا أيّ طاقة !

لنقل الكلام, يستعمل هذا الهاتف الجديد الإهتزازات (vibrations) المتأتّية من الميكروفون المدمج في الجهاز , و الّذي يقوم بفكّ شيفرة أنماط الكلام في الإشارات المنعكسة . و لإستقبال الكلام, يقوم الهاتف بتحويل إشارات الرّاديو الّتي فكّت شيفرتها, إلى إهتزازات صوتيّة يلتقطها مضخّم الصّوت الخاصّ بالهاتف .

في النّموذج الأوّلي لهذا الهاتف, يمكن للمستخدم أن يضغط على زرّ خاصّ للتّحوّل بين وضعيّتي “النّقل” لإجراء المكالمات , أو “الإستماع” لتلقّي المكالمات .

عبر إستخدام مكوّنات نظام تقليديّ على دارة كهربائيّة مطبوعة, قام فريق جامعة UW بإجراء عرض توضيحيّ, أبرز بأنّ هذا النّموذج الأوّلي للهاتف يمكنه أداء الوظائف الأساسيّة لأيّ هاتف كان, و إجراء المكالمات و نقل المعطيات و إستقبال مختلف الرّسائل و الإشعارات و غيرها عبر أزرار خاصّة موجّهة .

في هذا الإطار, قال شايام غولاكوتا, أحد الأساتذة المساعدين في جامعة UW :

” لقد قمنا ببناء ما آمنّا بأنّه أوّل هاتف خلويّ نشط في العالم, يستهلك تقريبا 0 % من الطّاقة ! ” . مردفا : ” لبلوغ مستوى الإستهلاك الحقيقيّ المنخفض للغاية للطّاقة, و الّتي تحتاجونها لتشغيل هاتف ما عبر “حصد” الطّاقة من المحيط , كان علينا إعادة التّفكير , بشكل أساسيّ, في كيفيّة تصميم هذه الأجهزة الجديدة .” 

لكن مع هذا, فإنّ الهاتف الأمريكيّ الجديد يحتاج لمقدار صغير من الطّاقة لأداء بعض الوظائف و العمليّات . فهو يمتلك , في الواقع, مخزونا يعادل 3.5 ميكرو واط .

هذا و أوضح الباحثون الأمريكيّون كيفيّة حصد أو جني هذا المقدار الصّغير من الطّاقة إنطلاقا من مصدرين أو منبعين مختلفين . النّموذج الأوّلي للهاتف قادر على العمل بالإعتماد على الطّاقة الّتي يتمّ جمعها من إشارات الرّاديو “المكتنفة” الّتي تنشرها القاعدة المركز ( base station) , و ذلك إلى مدى خارجيّ أقصاه 9.45 متر . و بإستعمال طاقة وقع حصدها من “الضّوء المكتنف”, بالإعتماد على خليّة شمسيّة دقيقة بحجم حبّة أرزّ صغيرة, فإنّ الهاتف قادر على التّواصل مع “قاعدة مركز ” على مدى خارجيّ ذي 15.24 متر .

و حسب آخر الأخبار الواردة من جامعة UW الأمريكيّة هذا الأسبوع, فإنّ فريق الباحثين يخطّط الآن للتّركيز على تحسين مدى و نطاق عمل “الهاتف الجديد ذي البطّارية الحرّة “, إلى جانب النّظر في إمكانيّة ترميز المحادثات لجعلها أكثر أمنا !

Related posts

هاتف OPPO Find X8 Pro لالتقاط أفضل لحظات دوري أبطال أوروبا UEFA مع نجوم كرة القدم وعشّاقها

Huawei Job Fair 2024 : منصة انطلاق نحو التوظيف في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال

يوفر تجربة شاشة جديدة : OLED أول تلفزيون لاسلكي شفاف بدقة 4K من إل جي