ظل فيسبوك لسنوات يتمتّع بنمو فلكي. لكن الوضع الحالي لم يعد كذلك، حيث تستمر خلافات الاعتدال في الشركة وفضائح انتهاك خصوصية المستخدمين. نشر فيسبوك يوم أمس أرباح الشركة للربع الثاني من سنة 2018. وللمرة الأولى، منذ 3 سنوات، لم تتجاوز مبيعات الشركة التوقعات.
الأرقام التي حققها فيسبوك خلال الربع الثاني من السنة لا تزال مثيرة للإعجاب. فقد شهدت عائدات الإعلانات نموا بنسبة 42%، وعرف عدد المستخدمين النشطين شهريا ويوميا، نموا بنسبة 11%. لكن هذا لا يزال أبطأ معدل نمو شهده فيسبوك منذ 2011، كما أنّ نمو الشركة قد توقّف كليا في الولايات المتحدة وكندا، وهي بالعادة الأسواق الأكثر ربحا.
قال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ في نوفمبر 2017، أي قبل فترة طويلة من فضيحة كامبريدج أناليتيكا، أن مكافحة سوء المعاملة من الحكومات الأجنبية المتمثلة في معلومات خاطئة وأخبار مزيفة من شأنه أن يقلل أرباح الشركة. لكن لم يتضح حاليا ما إذا كان ضعف أداء فيسبوك خلال هذا الثلاثي من السنة، نتيجة مباشرة للإجراءات التي اتخذها الموقع لمحاربة إساءة استخدام البيانات.
إعطاء المستخدمين أدوات تحكم أكثر في الخصوصية، سيؤدي في المستقبل لمزيد تراجع إيرادات الإعلانات، التي ستصبح أقل استهدافا وبالتالي أقل فعالية. وبغض النظر عن ذلك، يبدو أن فيسبوك لم يعد العملاق الذي لا يمكن المساس به. فمباشرة بعد نشر أرقام الأرباح، انخفض سهم الشركة بما يقارب 8%.
يبدو أنّ قدرة فيسبوك على جني الأرباح قد تأثرت سلبا بالتغييرات التي أُدخلت على الصفحة الرئيسية للموقع، وفضائح انتهاك خصوصية البيانات، ومثول زوكربيرغ أمام المشرّعين، ومشاكل الاعتدال المستمرة التي تواجهها الشركة بسبب سياستها في ما يخص خطاب الكراهية والأخبار المزيفة على المنصة. تراجع الأرباح هذا، وضعف نمو عدد المستخدمين من شأنه أن يؤدي لظهور مزيد المشاكل الهيكلية في الشركة في الأشهر القادمة.