إستقبلت شركة Sage , الرّائدة عالميّا في سوق الحلول المدمجة للمحاسبة و التّصرّف التّجاري و الدّفع الإلكترونيّ , أكثر من 300 باعث مشروع في نزل “الشّيراتون” بتونس يوم الثّلاثاء 11 أفريل الماضي. و بمناسبة هذا التّجمّع الكبير, حاور موقع تويتاك, السّيدة مارتين كازيماغ, مديرة تصدير الشّراءات و المسؤولة عن أعمال الشّركة بالمغرب, و السّيد أرنولد ميرلي, مدير الأسواق العالميّة و تسويق المنتجات , اللّذان أعطانا بسطة حول إستراتيجيّة الشّركة و حلولها الجديدة الذّكيّة لتلبية حاجيات باعثي المشاريع و كلّ ما يهمّ الشّركات في مسار تحوّلها الرّقمي.
مرحبا بكم. سيّدة مارتين, ما هي طموحات و تطلّعات شركة Sage في تونس في المرحلة القادمة, و بالخصوص في مجال عمل الشّركات ذات الصّبغة التّكنولوجيّة ؟
السّيدة مارتين : طموحاتنا و برامجنا في تونس أو خارجها كذلك, هي مرافقة حرفائنا و نصحهم و إرشادهم في مسار التّحوّل الرّقمي, و مرافقتهم ليس فقط على مستوى البرمجيّة (Le Logiciel) الّتي نوفّرها في حدّ ذاتها و التّطويرات الملحقة بها, لكن كذلك نحن نرافقهم في مسارهم الخاصّ نحو التّحوّل الرّقمي بصفة عامّة. و بالتّالي, نحن لا نعتبر أنفسنا مجرّد مزوّدين لبرمجيّة تصرّف ( logiciel de gestion) , بل نحن نعتبر أنفسنا كشريك لهاته المؤسّسات, نرافقها خطوة بخطوة في مسار إنتقالها الرّقمي و تطوّرها العمليّ, بما أنّ هذه المؤسّسات تحتاج إلى نظام صحّي “écosystème” للتّحوّل. و نحن هنا نتحدّث كذلك عن شريك وظيفيّ مهمّ للمؤسّسات, و هو خبير المحاسبة ( l’expert comptable) . و نحن في هذا الإطار, نعمل مع مجموعة من خبراء المحاسبة حول هذه التّكنولوجيّة.
ما هي المشاريع القريبة لشركة Sage على مستوى مرافقة الشّركات النّاشئة في تونس ؟
السّيدة مارتين : في الواقع, ما نخطّط أو نعتزم فعله في المرحلة القادمة, في إطار دورنا الإرشاديّ أو التّوجيهيّ, هو قيادتهم على مستوى البرامج و المخطّطات الّتي ينوون تسطيرها. لأنّ هذه المرحلة ضروريّة و مهمّة للشّركة في إطار مسار تحوّلها الرّقمي, مع العلم أنّه و كما قلت لكم, نحن نتوجّه بالأساس إلى دعم و تأطير هذا التّحوّل. نحن لا نتحدّث عن “ثورة رقميّة” بقدر ما نتحدّث عن “تطوّر رقميّ”. و عندما نتناقش مع حرفائنا, نحن نحرص على أنّهم يستعملون كثيرا “الرّقمنة” ( la digitalisation) في أعمالهم الشّخصيّة, و حتّى على مستوى تواصلهم داخل الشّركة. و هذه طبيعة البرمجيّة بحدّ ذاتها, إذا ما علمنا بأنّ هذه البرمجيّة ستساعدنا كثيرا على حملهم نحو هذا التّحوّل الرّقمي, على غرار أداة “Pégue” , و العديد من أدوات التّواصل المضمّنة داخل برمجيّتنا, الّتي تمكّننا من التّواصل مع الحرفاء كذلك عبر وسائط مثل Skype ….
السّيد أرنولد : الرّسالة الّتي تريد مارتين تبليغها هو أنّ الإنسجام و التّكامل بين النّاحية الشّخصيّة و النّاحية الإحترافيّة هو من بين “الظّواهر” الصّحيّة النّاشئة في مجال إعتماد برمجيّات المحاسبة. و نحن نهدف إلى تجذير إستعمال برمجيّات Sage سواء على المستوى الشّخصي أو المهنيّ , بنفس القدر من الأهمّية في المجالات التّكنولوجيّة و الإقتصاديّة. و النّاس سيجدون أنّ أوضاع إستخدام البرمجيّات تشتغل على نفس النّحو, سواء داخل الشّركة أو على الصّعيد الشّخصي.
السّيدة مارتين : و على مستوى المرافقة, إلى جانب البرمجيّة في حدّ ذاتها, نحن نعمل مع الشّبكات الخاصّة بشركائنا من أجل عرض برمجيّتنا في جميع أنحاء العالم, وتكوين شركائنا و تدريبهم على مستوى “التّواصل الرّقمي”. لدينا دورات تكوينيّة على شبكات تويتر و لينكدين, لأنّ الأمور تسير هكذا في أيّامنا المعاصرة, على كلّ حال. أنتم تعلمون أنّ حرفائنا, ولكي يرفّعوا من إنتاجيّتهم, عليهم التّواصل بشكل “رقميّ”. و بالتّالي نحن نتولّى تدريب شركائنا الّذين هم أنفسهم سيتولّون التّواصل مع حرفائنا. و هنا , الأمر لا علاقة له ببرمجيّتنا. فالتّكوين سيتمحور حول كيفيّة إستخدام وسائل التّواصل الإجتماعيّ و التّواصل حول أنشطتنا. إذن هناك مرافقة إضافيّة بالتّوازي مع البرمجيّة في حدّ ذاتها.
السّيد أرنولد : اليوم حرفائنا في تونس يتواجدون من خلال شركائنا. صحيح أنّ الإطار العامّ يبقى Sage, لكن نحن نتحدّث عن شراكة محليّة موجودة, و بالتّالي من المهمّ أن يأخذ شركائنا بعين الإعتبار المحيط الموجود في تونس و الإستراتيجيّة الرّقميّة حول التّكنولوجيّات الحديثة من أجل أن يقدّموا للشّركات في تونس, خبراتهم و كفاءاتهم, ولكي يتمكّنوا من عرض برمجيّاتنا و مرافقة شركاتكم هنا على المستوى المحلّي.
السّيدة مارتين : من ثمّ, إرادتنا تتمثّل في العمل كذلك مع الهياكل الحكوميّة في تونس. و هو تمشّ نتّبعه كثيرا, بالمناسبة, في فرنسا. من خلال تخصيصنا لخليّة خاصّة موجّهة تعمل مع الحكومة. و قد وصلنا إلى مرحلة مهمّة للغاية على مستوى القانون المنظّم في فرنسا. و نحن نريد أن نطوّر كذلك هذه النّاحية في تعاوننا مع الحكومة المحلّية في مختلف البلدان الّتي نقدّم فيها خدماتنا . في الواقع, نحن نريد أن تعمل الحكومات أكثر مع مجال “بعث المؤسّسات و الإستثمار ” (L’entreprenariat) , من أجل تطوير هذا المجال و كذلك من أجل تطوير العالم الرّقمي و كذلك ما يعرف بالتّبادل الرّقمي. و نحن هنا نبذل جهودا إضافيّة للعمل مع الحكومات و إيجاد الحلول المثلى.
على مستوى التّواصل مع الشّركات الصّغرى (startups) . اليوم في تونس لدينا العديد من فضاءات العمل المشترك, أو ما يسمّى ب”coworking spaces” . هل هناك مخطّطات لمقابلة هاته الشّركات المتواجدة في تلك الفضاءات, والّتي يختصّ مجال عمل أغلبها في التّكنولوجيّات الحديثة ؟
السّيدة مارتين : نعم بالضّبط. في الواقع, في هذه المرحلة نحن ما زلنا في البداية. و إذا ما تحدّثنا عن السّوق التّونسيّة, نحن ما زلنا في أوّل الطّريق. كنّا قد حقّقنا تقدّما في بلدان أخرى. فبالمناسبة, نعلمكم أنّه سيتمّ تغيير مقرّنا الإجتماعيّ في العاصمة باريس. و في مقرّاتنا الجديدة, سيكون هناك فضاء موجّه بالأساس إلى الشّركات الصّغرى (startups) و حاضني الشّركات ( incubateurs) .
السّيد أرنولد : نعم سيكون هناك دور هامّ للشّركات الصّغرى. و أريد أن أؤكّد أنّ أدوار شركة Sage أو الخبراء المحاسبون أو الحكومات ليست منفصلة, بل هي متّصلة و متناغمة و متكاملة, من أجل تطوير مسار العمل.
و على مستوى الشّركات الصّغرى, تونس حقّقت حركيّة كبيرة من خلال عدد كبير من الشّركات, و نحن نركّز أساسا على مرافقة و إرشاد هاته الشّركات. لكن و كما قالت مارتين, ما زلنا في البداية. و اليوم , ما هو جيّد جدّا, هو أنّ تونس ستتمتّع بخبراتنا على مستوى السّوق المختصّة, من أجل تسريع مختلف الإجراءات. و هدفنا هو الإقتراب أكثر من الشّركات الصّغرى و حاضني المؤسّسات العاملة خاصّة في ميادين التّكنولوجيّات الحديثة و الوسائط الرّقميّة, و الّتي نعرف أنّ تونس توليها أهمّية قصوى بالفعل.
السّيدة مارتين : كنت قد تحدّثت عن مؤسّسة “Sage Foundation” , و هي مؤسّسة ذات دور هامّ في التّواصل مع الجمعيّات من أجل النّهوض بقطاع بعث الشّركات و الإستثمار . و نحن سنعمل بشكل مكثّف مع الشّركات الصّغرى في تونس. و هذا سيساعدنا كذلك على تبادل الأفكار و الخبرات, وتحديد أعمق و أدقّ للحاجيات و النّقائص.
هل تتفضّلون بكلمة الختام ؟
في الختام أريد أن أشكر تونس على حفاوة الإستقبال و على الزّخم الكبير و المتنوّع الّتي تنبض به من الشّركات النّاشئة و باعثي المشاريع الّتي لا تحتاج سوى لدعم مفصليّ يتقدّم بها أشواطا كبيرة إلى الأمام. و أريد أن أؤكّد أنّ دورنا هو مرافقة الشّركات في مسار التّحوّل الرّقمي, و عيش “مغامرة رائعة” في تونس على هذا المستوى. حيث أنّ حضور هذا الجمع الغفير من باعثي المؤسّسات في النّدوة الصّحفيّة لهذا الصّباح, يعتبر أمرا هامّا جدّا و مشجّعا. و نحن ملتزمون بدورنا الّذي سطّرناه و الّذي سنمضي فيه حتّى النّهاية.
