واجهت شركة سامسونغ صعوبات كبيرة بعد حوادث إنفجار هاتف غالاكسي نوت 7 , و الّتي أدّت إلى سحب هذه الأجهزة من الأسواق. هذه الحوادث أصبحت سريعا محلّ حديث و إهتمام العالم في ذلك الوقت, ما جعل من المستحيل أن تتجاهل سامسونغ هذا الأمر . و قد إنتظرنا منذ ذلك الحين تفسيرا واضحا و قطعيّا , و ها أنّ المصنّع الكوريّ يعلن أخيرا عن سبب هذه الحوادث الّتي طالت “الفابلات” الشّهيرة.
بعد رسالة إعتذار رسميّة قصيرة, صرّحت سامسونغ أخيرا بما تمخّضت عنه إختباراتها و تحقيقاتها طوال الفترة الماضية, و ذلك في وقت تزامن مع إقتراب موعد الكشف عن سامسونغ غالاكسي S8 .
سامسونغ مرّت عبر سلسلة إختبارات ماراطونيّة و مفصّلة , بإستخدام 200 ألف جهاز. و قد تمّ التّركيز على “الخاصّيات الغير عاديّة” مثل مقاومة الماء, و الشّحن السّريع و الشّحن اللّاسلكيّ و ماسح iris و البرمجيّات (software) و منفذ USB Type-C . و لم تظهر أيّ من إختبارات سامسونغ الدّاخليّة مشاكل على مستوى هذه الخاصّيات . و من ثمّ , تابع الخبراء عمليّات الفحص المعمّق و القريب لمسارات الإنتاج, و في هذا المستوى, تمّ إكتشاف شيء ما !
أو لنقل مجموعة أشياء أو عناصر, أضرّت كلّ واحدة منها بنسخ نوت 7 المختلفة ( الموديلات الّتي تمّ إرجاعها و الموديلات الّتي تمّ تعويضها كذلك).
البطّاريات الأولى يبدو أنّها تضرّرت من نقص و خلل من ناحية التّصميم على مستوى الزّوايا العليا, و بالتّدقيق , الزّاوية العليا اليمنى, و الّتي شكّلت عنصرا غير طبيعيّ !
الأقطاب الكهربائيّة الموجبة و السّالبة تكون, غالبا, منفصلة من خلال طبقة حامية. و إذا تضرّرت هذه “الطّبقة الحامية”, فالأقطاب الكهربائيّة يمكن أن تلتقي مع بعض و تسبّب دارة قصيرة (short circuit) , و الّتي يبدو أنّها إحدى المشاكل الأساسيّة الّتي طالت المجموعة الثّانية من الهواتف خاصّة.
البطّاريات الّتي تمّ تعويضها آنذاك, تضرّرت من قضبان ملتحمة للغاية و غير عاديّة, تكوّنت خلال عمليّة اللّحام السّريعة للغاية. و بسبب هذه “القضبان شديدة الإلتحام”, نتج عن عمليّة دخول الشّريط العازل و “المفرّق” , تفاعل و إلتقاء مباشر مع القطب الكهربائيّ السّالب. و إضافة إلى هذا, وجد الخبراء عددا من البطّاريات الّتي لم تمرّ بمرحلة “الشّريط العازل”.
الوحدات المتضرّرة أظهرت “خاصّيات غير عاديّة” مشتركة و في مناطق متماثلة, و ذلك حسب تقارير قسم البحوث من الجيل الثّالث التّابع للشّركة الكوريّة. و قد أكّد هذا القسم, أيضا, أنّ السّبب الرّئيسي و جذر المشكل, كان “التّحوّر” الحاصل على مستوى الزّوايا العليا للبطّارية, إلى جانب “الفواصل الرّقيقة” داخل البطّارية !
شركة سامسونغ مرّت , إلى جانب الأطراف الأخرى المحقّقة في الموضوع, إلى شروح أكثر تعقيدا لسلسلة الإختبارات الأخيرة الّتي قامت بها. و للّذين يريدون الإطّلاع على كامل التّفاصيل, بإمكانهم مطالعة منشور سامسونغ على مدوّنتها الرّسميّة الّذي صدر مساء أمس الإثنين 23 جانفي 2017 , و الّذي يقدّم معلومات و روابط نحو كلّ البحوث الأخرى.
هذا و من المنتظر أن تكون هذه المعلومات الرّسميّة من جانب سامسونغ, بمثابة مرحلة مصالحة مع حرفائها و مستهلكي منتوجاتها من فئة الهواتف الذّكيّة الرّاقية, في إنتظار الإعلان عن هاتف سامسونغ غالاكسي S8 , و الّتي سيكون حدثا خارقا للعادة …..