على عكس جميع التّوقّعات, يبدو أنّ سوق الهواتف الذّكيّة في الصّين قد بدأت تتعرّض إلى الصّعوبات بشكل أبكر و أسرع ممّا كان منتظرا. و هذا ,على أيّ حال, الإنطباع الّذي أفرزته آخر التّقارير من منصّة Canalys.
إذا كان نسق نموّ سوق الهواتف الذّكيّة في أوروبا شبه منعدم منذ بضع سنوات, فالدّور قد أتى الآن على السّوق الصّينيّة لتكون لها أوّل كبوة !
يجب الإقرار بأنّ السّوق الصّينيّة هي سوق ضخمة, بالرّغم من كلّ هذا, فمع أكثر من مليار شخص, فالأمر ينفتح على رؤى و مقاربات جميلة في مستوى المبيعات و التّسويق.
من ثمّ, و منذ سنة 2010 حتّى الآن, أظهرت السّوق الصّينيّة منحنيات نموّ مدهشة إلى حدّ سنة 2014, أين بلغ سوق الهواتف الذّكيّة العالميّة أعلى مستويات النّضج.
بعد ذلك, و على إثر عام 2015 الّذي شهد تراجعا صغيرا, ثمّ عام 2016 الّذي كان أفضل بقليل, فها أنّ نهاية عام 2017 قد حملت إلينا مشهدا تميّز بدخول السّوق الصّينيّة في “المنطقة الحمراء” كما يقال, من خلال إنخفاض للمبيعات بنسبة 4 % , و هو أمر لن يعجب مصنّعي الهواتف بالتّأكيد.
في الواقع, شركة Huawei هي وحدها الّتي غرّدت خارج السّرب و حقّقت مبيعات جدّ قيّمة. و هذه العلامة الصّينيّة لم تستغلّ فقط نجاح منتوجاتها الأخيرة من فئة الهواتف الذّكيّة و الّتي إستهوت المستعملين حتّى في القارّة الأوروبيّة, بل كذلك هي تمتّعت بإضافة نوعيّة من علامة Honor التّابعة لها.
في المجمل, تمّ تسجيل 24 مليون جهاز مباع من هواوي خلال عام 2017. و بالمناسبة, ربحت علامة Honor الفرعيّة مقاعد إضافيّة على حساب منافسين مثل Gionee و Meizu , إلى حدّ أنّ Honor ستمثّل تقريبا, نصف مبيعات هواتف Huawei . و هي بالتّالي تلعب دورا محوريّا إلى جانب العلامة الأصليّة “هواوي” , لكن في فئة منتوجات أخرى.
من جهة أخرى, شهد الثّنائي الصّيني الآخر : Oppo و Vivo تراجعا في حجم مبيعاتهما. و حتّى علامة Xiaomi , فقد تعرّضت لبعض الخسائر الّتي جعلتها حتّى تتراجع في ترتيب المبيعات في الصّين, خلف آبل , و هو ما مكّن هذه الأخيرة من إحتلال المركز الرّابع الّذي كان من نصيب تشياومي.
على كلّ حال, من المحتمل جدّا أن نشهد في 2018 عمليّة إعادة توزيع جديدة للأوراق في سوق الهواتف الذّكيّة في الصّين !