تمكّن شابّان تونسيّان من ترجمة شغفهما و مهاراتهما في عالم التّكنولوجيا إلى إنجاز مذهل تمثّل في روبوت أو رجل آليّ يحمل إسم ” نمس”, و هو أوّل روبوت مرافقة ( Robot d’accompagnement) مزوّد بتكنولوجيّة الذّكاء الإصطناعيّ (AI) يتمّ إنشائه في تونس, و ذلك حسب تصريح الشّابّ على الشّريف , أحد صانعي هذا الرّجل الآليّ, إلى جانب الشّابّ الآخر , شهاب المديوني, و كلاهما طالبان يافعان تجاوزا ربيعهما الثّاني بقليل .
الطّالبان, علي الشّريف و شهاب المديوني, يدرسان في المعهد العالي للدّراسات التّكنولوجيّة (ISET) بنابل, في إختصاصين مختلفين . و قد إنبثقت فكرة هذا المشروع بعد دراسات و بحوث طويلة حول الرّوبوتات الموجودة في العالم .
و قد أفاد الطّالبان التّونسيّان بأنّهما كانا يريدان تصميم و صنع روبوت مرافقة مبتكر , مع تصميم و وظائف فريدة من نوعها . و لهذا تمّ تصميم الرّوبوت “نمس” لكي يكون سريع الحركة و متفاعلا مع مستخدمه و مع محيطه . و قد أوضح الطّالبان بأنّ تسمية “النّمس” الّتي أطلقاها على تحفتهما التّكنولوجيّة , مستمدّة من صفات حيوان النّمس, و خاصّة سرعته الكبيرة خلال التّحرّك, و قدرة هذه الآلة على التّوازن على عجلتين فقط , كما أنّه ذكيّ للغاية, تماما مثل حيوانات “الميركات”.
عمليّة مرور الرّوبوت “نمس” التّونسي من مرحلة التّصوّر الأوّلي و التّصميم , إلى مرحلة الإنتاج و التّنفيذ النّهائي, إستغرقت 6 أشهر ( بين جانفي و جوان 2017 ) لكي يرى الرّوبوت التّونسي الجديد الفريد من نوعه, النّور أخيرا .
هذا و يعتبر هذا الرّجل الآليّ, أوّل روبوت يمتلك تكنولوجيّة الذّكاء الإصطناعي في تونس, و هو قادر على التّحدّث بأربع لغات, و على التّنقّل , و على إلتقاط الصّور , و إظهار وجه على الشّاشة الّتي تحتلّ رأسه, و ذلك لتنبيه مستعمله .
كما يمكن أن تتمّ قيادة هذا الرّوبوت من خلال الحركات و الإشارات, و الهدف من هذه النّسخة هو إعداد منصّة متماسكة و قويّة على مستوى العتاد و البرمجيّات, يمكنها أن تتلقّى التّطويرات المستقبليّة على مستويات عديدة, مثل إضافة خاصّية التّعرّف على الملامح (reconnaissance faciale) على سبيل المثال, و ذلك دائما حسب تصريح مخترعيه.
هذان الأخيران أفادا, في الختام, بأنّهما قادران على الذّهاب أبعد من هذا المدى . فالرّوبوت “نمس” ليس سوى بداية, حسب تعبيرهما, لثورة حقيقيّة على مستوى البحث العلمي في تونس, داعين كذلك السّلطات المعنيّة في تونس, إلى ضرورة تشجيع الشّباب لأنّهم قادرون على تحقيق المستحيل, و “نمس” مثال حيّ على هذا !