غداة الإعلان عن إطلاق تقنيّة الجيل الرّابع في تونس , فتحت آفاق جديدة أمام المؤسّسات الصّناعيّة و الخدماتيّة و الحكوميّة و غيرها , و كذلك هناك إستعمالات جديدة و إحتياجات جديدة سترى النّور . إذا , ستستغلّ هذه التّكنولوجيّة المتقدّمة كلّ القطاعات النّاشطة في تونس , سواء الصّناعة , النّقل , الأمن , المؤسّسات الخدماتيّة أو كذلك الطّاقة , و حتّى قطاعات و مجالات أخرى . حيث ستوفّر شبكات ال4G تدفّقات للإنترنت توازي 10 مرّات تلك الموجودة في شبكات ال3G .
إذا , شبكات الجيل الرّابع ستفتح الطّريق لإستعمالات متعدّدة و متنوّعة منها :
1 – الجيل الرّابع في المصانع و المعامل المختلفة :
صحيح أنّ المعامل هي متّصلة بالإنترنت منذ مدّة طويلة , لكنّ الشّبكات الرّاهنة الموجودة غير متجانسة , و غالبا ما تكون غير محسّنة من أجل الإستعمالات الجديدة الّتي هي في طور البناء . و نحن نجد في المعامل اليوم , الكثير من الشّبكات المتشعّبة , و العديد من التّكنولوجيّات المخصّصة لإستعمالات محدودة .
إذن كيف يمكننا تدعيم الإنتاجيّة في المصانع , و بتكلفة أقلّ ؟
الإجابة تمرّ عبر وضع نظام SCADA , و القيام بصيانة وقائيّة , و أيضا إتّباع نظام متابعة في وقت حقيقي ( suivi en temps réel ) للمعمل . كذلك يمكن وضع آلة متّصلة بالإنترنت , و التّعامل معها عن بعد …..إلخ
حاجيات المؤسّسات الصّناعيّة هي غالبا متعدّدة و متنوّعة . و لكي نقترح حلولا أقلّ تكلفة , ذات موثوقيّة , مؤمّنة و سهلة الإنشاء , يجب على صنّاع القرار الإرتكاز على جهاز مادّي :
- يدعم شبكات الجيل الرّابع 4G , بهدف التّمكّن من القيام بتطبيقات “multi-applicatif ” ( وصل آلة مع كاميرا مراقبة مثلا ) , و من ثمّ إستباق إستعمالات مستقبليّة .
- سهل التّشكيل و الإعداد , و لا يستلزم تطويرا كبيرا
- قويّ , و يحترم المعايير الصّناعيّة من أجل أداء وظيفي محسّن
- ذو مصداقيّة , من أجل تفادي القصور و التّقطّع في الخدمات أو أيّ شكل آخر من أشكال عدم الإنسجام و التّتابع
2 – الجيل الرّابع في قطاع النّقل :
اليوم في تونس , و عندما نتحدّث عن تقنيّات الوساطة IOT و M2M , يقفز إلى أذهاننا التّموقع الجغرافي و خاصّية التّتبّع GPS للسّيّارات . و شبكات ال4G تمكّن , في هذا الإطار , من وصل سيّارة ( تستعمل خاصّية GPS ) و سائقها , بالإنترنت بهدف القيام بوظائف عدّة بطريقة أسهل و أضمن و أسرع .
أمّا في خصوص الحافلات , القطارات و الميترو , فإنّ تكنولوجيّة الجيل الرّابع 4G نافعة للغاية , في الواقع , و هي تمكّن من :
- تنفيذ معلّقات إشهاريّة ذكيّة ( في المحطّات , الإعلانات , وضعيّة GPS ….. )
- وضع العديد من كاميرات المراقبة بهدف ضمان أمن المسافرين
- تزويد هذه الحافلات و القطارات و الميترو بإتّصاليّة Wi-Fi عالية التّدفذق
- معرفة مكان تواجد الحافلة أو الميترو أو القطار بالضّبط , و في وقت حقيقيّ ( en temps réel )
3 – الجيل الرّابع في قطاع الأمن و الحراسة :
وضع كاميرات مراقبة أصبح أمرا سائدا و منتشرا في تونس , لكن وضعها في أماكن من الصّعب النّفاذ إليها أو في أماكن نائية نسبيّا , هو ما نفتقر إليه كثيرا في الواقع . و من أجل هذا , تمكّن شبكات ال4G من تجاوز هذه الحواجز , خاصّة من خلال سرعة تدفّق إنترنت مرتفعة , حيث سيكون من الممكن وصل عدّة كاميرات ذات دقّة تعريفيّة عالية بالشّبكة الخلويّة . و هذا يمثّل إمتيازا حقيقيّا , حيث يمكن بهذا تفادي إستثمار الأموال في بنية تحتيّة هشّة و متشعّبة .
و مع العلم , أنّه يجب , مع هذا , الإرتكاز على أجهزة مناسبة لهذه الأغراض .
4 – الجيل الرّابع في القطاع الخدماتي :
مع سرعة تدفّق إنترنت تنافس تلك الّتي تتوفّر عليها شبكات الADSL , فإنّه من الملائم , أحيانا , نشر و مدّ حلّ تقنيّ يكون مرتكزا على الشّبكة الخلويّة , و يكون سريعا و فعّالا .
فبعض الهياكل و المؤسّسات , مثل البنوك و المضاربين في البورصة , و مراكز النّداء , و كذلك المراكز التّجاريّة الكبرى , لا يمكنهم أن يسمحوا لأنفسهم أن ينقطعوا لدقائق عن شبكة الإنترنت . و من أجل هذا , تقوم هذه المنشىت بإستثمار أموال كبيرة في الألياف البصريّة ( fibre optique ) . و بالتّالي , و مع وصول ال4G , فسيكون من الممكن الآن الإرتكاز على هذه التّكنولوجيّة كرابط خاصّ بالback up . و من أجل هذا , يجب على مزوّدي الحلول التّقنيّة ان يرتكزوا على جهاز قادر على أخذ المشعل , و بأداء لا يقلّ عن جزأين من الثّانية ! و بإندماج مطلق مع المحوّلات ( routeurs ) الأكثر إستخداما في تونس .