تعدّ شركة فايسبوك حاليّا لإنتاج هاتف ذكيّ جديد مصنّع في مخابرها , و يحمل الميزة التّركيبيّة ( modulaire ) . فبعد خيبة أمل كبيرة أولى على الصّعيد التّجاري بعد شراكته الأخيرة مع شركة HTC , يعمل العملاق الأمريكيّ حاليّا مع فريق من المهندسين و المصمّمين على هذا المشروع . و من بين هؤلاء الخبراء , نجد مجموعة كانت تعمل لدى شركة Google , و إشتغلت على مشروع Ara الشّهير .
هذه المعلومة الّتي قد تفاجئ الكثيرين , تناقلتها عديد المصادر الإعلاميّة , لكنّها إنبثقت من عمل إستقصائيّ خاصّ من أحد الصّحفييّن الأمريكييّن يدعى Shean Hollister . ففي شهر ماي الماضي , قدّم المهندسون الثّلاثة , ريشارد وولدريدت , بلاز بيرتراند و رافا كامارغو , نسخة منهاة تقريبا من مشروع “Projet Ara ” , الهاتف الذّكيّ الشّهير القابل للتّركيب ( modulaire ) من غوغل .
لكن و عكس كلّ التّوقّعات , و في وقت تطلّب فيه هذا الأمر سنوات من العمل للوصول إلى تلك النّتيجة , أعلنت شركة غوغل عن قرارها بوضع حدّ لمشروع Ara بشكل نهائيّ و بكلّ بساطة !
المهندسون الثّلاثة غادروا إذن الشّركة , للعناية بمشروعهم الوليد الّذي قبر في المهد , في مكان رحب آخر . و قد إلتحقوا بالفعل بعد وقت قصير , ب“Building 8 ” , و هو القسم السّرّي في مبنى فايسبوك !
و حسب الصّحفي الأمريكيّ شين هوليستر , قامت شركة فايسبوك بإنتداب هؤلاء المهندسين الثّلاثة من بين وجوه و قامات معروفة و خبيرة . و قد تمّ في ذات الوقت إنتداب عدّة مهندسين و مصمّمين من الطّراز الأوّل , من طرف الشّركات المنافسة الكبرى كأمازون و موتورولا و آبل أو كذلك Tesla . و كأنّ هاته الشّركات قد أحسّت بأنّ هناك خطرا كامنا !
هذا و أوضح الصّحفي الأمريكيّ بشكل أدقّ , بأنّ فايسبوك قد قام كذلك بشكل سرّي بإنتداب ما لا يقلّ عن دستة من المسيّرين المكلّفين بمجالات أنشطة مختلفة , مثل التّصميم الصّناعي , البرمجيّات , الخدمات و التّطبيقات و المجالات الهندسيّة …إلخ . و كلّ مسيّر هو بصدد تكوين فريقه الخاصّ .
إذن قدّم الصّحفي الأمريكيّ شين هوليستر تحليلا لمختلف عروض الشّغل الّتي نشرتها شركة فايسبوك . و المؤشّرات الّتي تدلّ على قرب تصنيع هاتف ذكيّ يحمل الشّارة الزّرقاء للحرف “F” بدأت تتأكّد . و من بين عروض الشّغل الخمسين الّتي تمّ تحليلها , و من بين عشرات السّير الذاتيّة على موقع Linkedin , فإنّ البحث الكبير من جانب فايسبوك كان عن مترشّحين لديهم خبرة في مجال الجوّال , و بالأخصّ نظم أندرويد . و فايسبوك بصدد البحث , حتّى عن مهندس مختصّ في نظام الهندسة الكهربائيّة مع إمتلاكه لخبرة في معالجات الجوال ( les processeurs ) .
من جهة أخرى , رفضت شركة فايسبوك أن تدلي بأيّ تعليق أو تصريح حول هذا الموضوع . و كلّ ما إستطاع الصّحفيّون معرفته هو أنّ مسيّري فايسبوك فقط لديهم علم بما يحصل الآن في قسم Building 8 السّريّ !
لكن مختلف عروض الشّغل المثيرة المقدّمة مؤخّرا , و بالأخصّ عمليّات الإستحواذ الّتي قامت بها الشّركة مؤخّرا , خاصّة من خلال شرائها لأسهم شركات مختصّة في الذّكاء الإصطناعي و الواقع المعزّز و البرمجيّات و غيرها , تجعلنا نستنتج صحّة هذه الأخبار بشكل كبير.
نعم , يمكننا التّأكيد بأنّ فايسبوك يعدّ بالفعل لإنتاج هاتف ذكيّ مصنّع في مخابره الخاصّة و معزّز بالميزة التّركيبيّة ( modulaire ) !
و يتبقّى الآن أن نرى الآن ما إذا كان دخول فايسبوك إلى سوق الهواتف الذّكيّة ( المشتعل بالفعل حاليّا ) هو قرار صائب و نافذ . فمن خلال إطلاق منتوج لم يقترحه أحد و لم يتوقّعه أحد , سيكون هذا بمثابة رهان كبير و خطير !
هاتف ذكيّ تركيبيّ … قد يكون حلّا عبقريّا و “ضربة معلّم” كما يقال , إذا ما إعتبرنا أنّ مشروع Project Ara الّذي كان منتظرا و مرتقبا من طرف الجميع حول العالم , قد توقّف و شكّل آنذاك خيبة أمل للّذين يتابعون جديد عالم التّكنولوجيّات الحديثة .
و ماذا لو أتت الثّورة التّكنولوجيّة الحقيقيّة من العملاق الأزرق فايسبوك ؟
لننتظر ….