بعد أن تمّ إقصاءه من سوق البنى التّحتيّة و عقود الإتّصالات في الولايات المتّحدة الأمريكيّة, ها أنّ العملاق الصّينيّ للإتّصالات Huawei , يركّز طموحاته الآن على المملكة المتّحدة البريطانيّة, حيث صرّحت الشّركة الصّينيّة أنّها مستعدّة لإنفاق قيمة جمليّة ب3.4 مليار أورو للإستثمار و الشّراءات في السّوق البريطانيّة.
هذا الإعلان الجديد كشف عنه بلاغ رسميّ نشرته المجموعة التّكنولوجيّة الصّينيّة على شبكة الإنترنت منذ ساعات, و ذلك على إثر زيارة خاصّة أدّتها رئيسة الوزراء البريطانيّة Theresa May إلى الصّين, أين كانت لها جلسة خاصّة مع رئيسة مجموعة Huawei , السّيدة Sun Yafang.
شركة Huawei كانت قد عرفت خيبة أمل مؤخّرا في الولايات المتّحدة الأمريكيّة حين سقط مشروعها الواعد مع مشغّل الإتّصالات الأمريكيّ AT&T في الماء , بعد أن أفاد أعضاء من الكونغرس الأمريكيّ بأنّهم يخشون من شبهات تجسّس مرتبطة بمجموعة هواوي !
الأمر قد يكون مرتبطا , و بإحتمال كبير, بسياسة الرّئيس الأمريكيّ دونالد ترامب تجاه الشّركات الأجنبيّة, خصوصا القادمة من القارّة الآسيويّة. و نذكّر بأنّه قد تمّ حتّى منع Huawei من النّفاذ إلى مشاريع عملاقة في البنى التّحتيّة لشبكات الإتّصالات في الولايات المتّحدة و في أستراليا أيضا, و ذلك لأسباب قيل أنّها متعلّقة بالأمن الوطنيّ و مخاوف من التّجسّس.
لكنّ المجموعة الصّينيّة, الّتي تعتبر من عمالقة العالم في مجال معدّات الإتّصال و الشّبكات, و المصنّفة ثالثا عالميّا في ميدان الهواتف الذّكيّة, تعتزم التّواجد الآن على الأراضي البريطانيّة الّتي قد تكون ملائمة أكثر.
مجموعة Huawei أفادت بأنّها أنفقت بالفعل 2 مليار جنيه أسترليني في بريطانيا العظمى منذ سنة 2013, و هي تشغّل هناك نحو 1500 شخص, مع إبرامها لشراكات مع BT Group و Vodafone.
هواوي ملتزمة الآن بدفع مبلغ إضافي بقيمة 3 مليار جنيه أسترليني على إمتداد الخمس سنوات المقبلة, في الإستثمارات و الصّفقات التّجاريّة, و ذلك لمساعدة الشّركات البريطانيّة على تعزيز صادراتها نحو الصّين.
هذا و لم يبيّن البلاغ الصّحفي الجديد لهواوي, تفاصيل بشأن هذه التّمويلات أو مشاريع البنى التّحتيّة أو الشّبكات الّتي سيقع الإستثمار فيها.
هذا و لم تخف Huawei في نفس الوقت طموحاتها على مستوى السّوق الأمريكيّة, أين تسوّق حاليّا هواتفها الذّكيّة, و تنوي التّرويج لحلولها التّكنولوجيّة لشبكات 5G فيها.
إلتزام Huawei الجديد, حسب ما ورد في البلاغ, قوبل بالتّرحاب و التّثمين من طرف حكومة تيريزا ماي, في وقت تبحث فيه لندن عن دعم بيكين و المستثمرين الصّينييّن, لتدعيم و تقوية العلاقات التّجاريّة بين البلدين بعد “نكسة Brexit” في بريطانيا.