أصدرت شركة OVH منذ قليل بلاغا رسميّا جديدا, يحمل العديد من التّفاصيل و الإيضاحات و القرارات كذلك. فكما تعلمون, ربّما, تتصّرف OVH , بصفتها مكتب تسجيل, في 23 % من أسماء النّطاقات (noms de domaines) على عنوان (tn.) , أي ما يعادل تحديدا 8688 إسم نطاق (domaine) . هذا الإمتداد (extension), المخصّص فقط للأفراد و المنظّمات المقيمة في تونس بشكل قانونيّ, تديره الوكالة التّونسيّة للإنترنت (ATI) , و هي القائم الرّسمي على السّجلّات.
في هذا المستوى, إلتزمت شركة OVH مع الوكالة التّونسيّة للإنترنت, عبر وساطة “معاهدة سجلّ-مكتب تسجيل” (convention Registre-Bureau d’enregistrement) , و بموجب الفصل الرّابع من هذه المعاهدة, الّذي ينصّ على أنّ شركة OVH ملزمة بأن تضع على ذمّة حرفائها المالكين لإسم النّطاق (TN.) , “بنية تحتيّة فنّية” , متوفّرة بشكل عال و مستمرّ , و تتيح عمليّة الإستضافة (hébergement) لعناوين الDNS الخاصّة بأسماء النّطاقات الّتي على ملكهم, و الّتي تمّ إرسائها جغرافيّا في تونس, و الّتي هي متّصلة بشبكة الإنترنت التّونسيّة.”
من هذا المنطلق, فإنّ هذه الخوادم (DNS) هي عبارة عن “دليل سنويّ” يمكّن من تفعيل عمليّة إرساء العلاقة بين إسم النّطاق (nom de domaine) و عنوان IP . و هذا ما نطلق عليه تسمية “résolution DNS” , و الّتي بفضلها يمكن لمستعمل الإنترنت أن يورد عنوان URL في متصفّح الواب, قبل أن تتمّ إحالته, بشكل شفّاف, نحو خادم (serveur) يتولّى إستضافة موقعه الإلكترونيّ, لكي يظهر بعد ذلك محتويات هذا الأخير .
و لتحسين التّدابير المذكورة آنفا, قامت شركة OVH العالميّة, منذ سنة تقريبا, بإمضاء عقد مع المستضيف التّونسي (ATI Hosting) و هو الفرع التّابع للوكالة التّونسيّة للإنترنت, إلى جانب كراء أداتين (VPS) , من أجل إستضافة خوادمه ال”DNS” على التّراب التّونسي ( “خادم سيّد” (serveur maitre) و “خادم عبد” (serveur esclave) ) , من أجل ضمان مستوى التّوفّر العالي لهذه الخدمة .
خلال الفترة الممتدّة من 26 سبتمبر إلى 29 سبتمبر 2017, شهدت أسماء النّطاقات (TN.) ( الإمتداد الخاصّ بمدينة تونس) و المسجّلة لدى OVH , تعطّلا و ضعفا كبيرين و لم يستطع روّاد الإنترنت و المستخدمون أن يتّصلوا بمواقع الواب الخاصّة بهم, كما كان من المستحيل على مختلف المتصفّحات أن تفكّ شيفرة عناوين Adresses IP المنبثقة عن “الخادم” المستضيف لموقع الواب المعنيّ المرتبط بإسم النّطاق (TN.) ( سواء كان الموقع مستضافا في تونس أم لا ) . المتصفّحات أظهرت إذن رسالة (message d’erreur) . كما تعرّضت حسابات البريد الإلكتروني (e-mails) المرتبطة بعناوين النّطاقات المذكورة إلى تشويش كبير ( كان من المستحيل إرسال أو تلقّي أيّ رسائل).
هذا الحادث -الّذي تمّ ترميزه ب“27398#Tache travaux Fs, كان سببه , حسب بلاغ شركة OVH الرّسمي, إنحلال و تراجع الخدمة المزوّدة من طرف خوادم الDNS من شركة OVH , و المستضافة لدى ATI Hosting . و بعد التّحرّي و التّثبّت, أفادت شركة OVH في ذات البلاغ, بأنّ خوادم الDNS لم تكن متوفّرة إطلاقا على شبكة الإنترنت. و قد كانت عناوين Adresses IP المرتبطة بكلتا أداتي الvps , معزولة مباشرة على نقاط التّبادل لشبكة الإنترنت التّونسيّة, و هو ما إنجرّ عنه منع طالبي الخدمة من النّفاذ إلى الخوادم (serveurs).
شركة OVH أبدت أسفها, مؤكّدة أنّ هذا القرار تمّ إتّخاذه بشكل فردي و أحاديّ الجانب من طرف ATI Hosting التّونسيّة, و دون إعلام مسبق لشركة OVH.
من جهة أخرى, و بعد أن تمّت مسائلتها من طرف OVH , أفادت ATI Hosting بأنّ دوافعها كانت حماية بنيتها التّحتيّة, على إثر ما وصفته بالهجوم على خدمة توزيع ال(DDoS) و الّتي إستهدفت كلتا الأداتين (VPS).
بالنّسبة لسجّلات الccTLD ( الإمتدادات الوطنيّة) الّتي تلزم إستضافة مناطق الDNS على أراضيها, فهي نادرة للغاية. و في أغلب الأحيان, فإنّ شركة OVH تستضيف خوادمها الDNS في مراكز البيانات الخاصّة بها, أين تتمتّع بحماية (anti-DDoS VAC ), تتولّى تطويرها شركة OVH نفسها ( عند هذا المستوى, بإمكانكم التّعرّف على أكثر معلومات حول كيفيّة إشتغال هجمات الDDoS , و الطّريقة الّتي تعالج بها OVH مثل هذا النّوع من الهجمات الّتي أصبحت متواترة كثيرا).
شركة OVH أكّدت في نفس البلاغ, أنّها مهتمّة بإرجاع خدمة الDNS إلى حرفائها في أفضل الحالات, كما إعترفت الشّركة أنّها وجدت نفسها في ورطة كبيرة, و أنّها إتّخذت بالتّالي قرارا يوم الجمعة 29 سبتمبر 2017 الماضي, بإرجاع مناطق الDNS لأسماء النّطاقات (TN.) , بشكل ظرفيّ, على خوادم متمركزة في فرنسا, لدى شركة OVH.
و مع الأخذ بعين الإعتبار آجال نشر مناطق الDNS , قالت شركة OVH في ذات البلاغ, بأنّ الخدمة قد عادت للإشتغال رسميّا يوم السّبت 30 سبتمبر 2017 لفائدة جميع المستعملين . كما أكّدت الشّركة, أنّها لم تواجه أيّ هجمات تستهدف تلك الأدوات منذ ذلك الحين .
شركة OVH أفادت, بعد ذلك, بأنّه و بعد أن قامت بإرجاع مناطق و عناوين الDNS المعنيّة بتلك الحادثة, إلى التّراب التّونسي, فهي قد وجدت نفسها حاليّا في وضعيّة مقلقة, بما أنّها خرقت المعاهدة الّتي تربطها بالوكالة التّونسيّة للإنترنت, و بالسّجلّ (TN.) .
غير أنّها أكّدت ,مع ذلك, أنّ المستخدمين ( مالكي أسماء النّطاقات أو زائري مواقع الواب المعنيّة ….إلخ) , لن يتعرّضوا إلى أيّ خطر أو مشكل من جرّاء هذه الوضعيّة.
مع هذا, أكّدت OVH أنّ الحلّ التّقنيّ الّذي وضعته ليس حلّا نهائيّا. مبيّنة أنّ هدفها يبقى إيجاد حلّ دائم, في إطار إحترام خصوصيّة كلّ طرف من الأطراف المعنيّة.
شركة OVH , تابعت في بلاغها, قائلة, بأنّه و إلى حدّ اليوم, لم تتمكّن من العودة إلى الحالة الطّبيعيّة ( و هي القدرة على التّصرّف في عمليّة نقل مناطق و عناوين الDNS المعنيّة إلى التّراب التّونسي), مع ضمان مستوى جودة الخدمات المطلوب.
و لهذا السّبب, أفادت شركة OVH بأنّها إتّخذت قرارا يإيقاف عمليّات تسجيل أسماء النّطاقات (domaines) الجديدة على عناوين (TN.) , إلى جانب عمليّات التّحويل الواردة , و ذلك إنطلاقا من اليوم الخميس 05 أكتوبر 2017.
شركة OVH ختمت بلاغها الجديد, بأنّه و بالنّسبة لحرفائها الموجودين الآن, و الّذين يمتلكون حاليّا أسماء نطاقات بعناوين (TN.) , فهي تدرس جميع الحلول الممكنة الّتي من شأنها أن تضمن ديمومة تزويد هذه الخدمة, في أحسن الظّروف و في إطار إحترام شروط العقد الّتي تربطها بسجلّ الوكالة التّونسيّة للإنترنت. على أن تعلم الحرفاء و المستعملين بأيّ تطوّرات في الموضوع.