بعد فترة تجميد دامت لثلاث سنوات تقريبا, أعلنت شركة Thomas Cook الّتي تعتبر واحدة من أضخم شركات الطّيران و أسفار العطل في بريطانيا, عن إستئنافها لرحلاتها بإتّجاه بلادنا, و ذلك بعد أن أوقفت رحلاتها إثر الهجمات الإرهابيّة سنة 2015 بسوسة, و الّتي راح ضحيّتها عدد من السّيّاح البريطانييّن.
رغم قرارها بإستئناف رحلاتها إلى تونس, لازال لشركة Thomas Cook البريطانيّة بعض الإحترازات و من خلفها الحكومة البريطانيّة, و لهذا تمّ إصدار “خارطة” خاصّة تظهر تصنيفا للولايات و المناطق التّونسيّة, حسب نسبة التّهديد المحتمل الّتي قد تشكّله. و حسب ما نلاحظه من الخارطة, فتقريبا 70 % أو أكثر من التّراب التّونسي لا يمثّل خطرا أو تهديدا للسّياح القادمين من لندن (بإستثناء منطقة جبل الشّعانبي و مناطق صغيرة من ولاية القصرين و كذلك معبر رأس الجدير و بدرجة أقلّ, مناطق :ساقية سيدي يوسف و تالة و فريانة و الجنوب التّونسي كذلك, خاصّة تطاوين و دوز و مدنين.)
على السّاعة السّادسة و 05 دقائق بالضّبط من صباح يوم الثّلاثاء 13 فيفري الفارط, إنطلقت الرّحلة الجويّة MT1800 التّابعة لشركة Thomas Cook, من مطار برمنغهام في إتّجاه مطار النّفيضة بتونس. و هذه الرّحلة ضمّت 220 سائح بريطاني, وطئوا التّراب التّونسي على السّاعة العاشرة و 10 دقائق من صباح ذات اليوم. و هذه الرّحلة هي أوّل رحلة سيّاح بريطانيّة تعود إلى تونس منذ صائفة عام 2015.
صحيفة “الإندبندنت” البريطانيّة واسعة الإنتشار, أوردت في هذا السّياق , على لسان بيتر فانكهاوزر, رئيس شركة Thomas Cook, قوله بأنّ الحجوزات لتلك الرّحلة الأولى قد تمّت في أحسن الظّروف, و أنّ عدد المسافرين المسجّل سيتضاعف خلال الصّائفة القادمة, ليصل عدد السّياح البريطانييّن الّذين سيفدون إلينا, إلى 440 سائح على الأقلّ.
هذا و تجدر الإشارة إلى أنّ السّلطات البريطانيّة مازال لديها كما قلنا, بعض الإحترازات و المخاوف من تهديدات إرهابيّة محتملة, حذّرت منها مواطنيها بالفعل. و مصدر هذه التّخوّفات هو راجع أساسا إلى عدم الإستقرار النّوعي على الحدود اللّيبيّة التّونسيّة. و لو أنّ جميع المؤشّرات تعد بعودة إيجابيّة للغاية للدّفق السّياحيّ إلى تونس خلال المدّة المقبلة.