تعمل شركتا Nokia و Vodafone بشكل جدّي على إطلاق أوّل شبكة إتّصالات من الجيل الرّابع (4G) على القمر , و ذلك في إطار حملة علميّة ألمانيّة تحمل إسم “PTScientists”, و ذلك بالشّراكة أيضا مع شركة Audi للسّيّارات. موعد الإطلاق سيكون عام 2019 . و الهدف من هذه العمليّة, بخلاف قيمتها التّقنيّة, هو نقل المعطيات و البيانات ذات سرعة التّدفّق العالية من القمر نحو كوكب الأرض, مع توفير فيديو مباشر (streaming) بجودة HD للموقع الّذي تستقرّ فيه عربة Apollon 17 على سطح القمر منذ عام 1972 !
المعلومة قد تبدو عبثيّة و غير معقولة تماما, لكن مع هذا, فقد أصدرت Nokia ,في الواقع, بلاغا رسميّا بهذا الشّأن , إضافة إلى عدد من التّقارير حول الموضوع في صحف عالميّة مثل The Telegraph و Metro UK و Nasdaq و Economic Times و غيرها …
شركة Nokia الّتي كانت قد قدّمت مؤخّرا, خلال معرض MWC , جهازا محمولا جديدا هو عبارة عن هاتف 8810 القديم بنسخة 4G, ستتحالف إذن مع شركة الإتّصالات Vodafone, من أجل إطلاق أوّل شبكة 4G فضائيّة, و ذلك على سطح القمر.
شركتا Nokia و Vodafone ستقومان بتوفير واحدة من أصغر و أدقّ نظم 4G الّتي تمّ تصميمها على الإطلاق, لفائدة مؤسّسة ألمانيّة تحمل إسم “PTScientists” و هي الّتي تضطلع بإدارة المهمّة.
و في عام 2019 المقبل, ستتولّى مؤسّسة PTScientists تركيز هذا النّظام الجديد على القمر ,من خلال الهبوط على سطح القمر بإستعمال سيّارة “Rover” خاصّة مصمّمة من طرف الشّريك الآخر Audi.
و هذه السّيّارة ستتمتّع بإتّصاليّات 4G , لإعادة إرسال مقطع فيديو حيّ مباشر بجودة HD نحو “الخادم المركزي” (serveur), ثمّ إلى كوكب الأرض.
من المرتقب أن تستقرّ هذه المهمّة الخاصّة في المنطقة الّتي تتواجد فيها السّيّارة ال”Jeep” الّتي كان روّاد سفينة Apollo 17 آخر من إستعملها. هذا و أوضح “روبيرت بوم” ,مدير مؤسّسة PTScientists بأنّ هذه المهمّة هي إختبار لنشر شبكات الإتّصال خارج نطاق مجموعتنا الشّمسيّة :
” لكي تتمكّن البشريّة يوما ما من مغادرة كوكب الأرض بأمان و ثقة, يجب علينا تطوير البنى التّحتيّة خارج كوكبنا. و مع مهمّة نحو القمر مثل هذه, فنحن سنرسي و نجرّب العناصر الأولى لشبكة إتّصالات موجّهة أساسا إلى القمر .”
مضيفا :
” الأمر الجيّد بالنّسبة لشبكات 4G , أنّها تمكّن من الإقتصاد في الطّاقة. فبقدر ما نستهلك أقلّ طاقة لإرسال البيانات, بقدر ما نتحصّل على مقدار أكبر لإجراء بحوثنا العلميّة.”
و علاوة على الفيديو المباشر, ستتولّى سيّارة Rover المتحّكم بها عن بعد, إكتشاف سطح القمر من أجل إيجاد المكان الأنسب للبشر لكي يستقرّوا فيه يوما ما !
و بالتّالي, سيتمكّن روّاد الفضاء الأوائل الّذين سيرافقون هذه المهمّة, من إستعمال هواتفهم الذّكيّة على شرط أن تكون أجهزتهم متناغمة مع نطاق التّردّدات 1800 ميغا-هرتز للنّظام.
لكن ما لم تصرّح به لا نوكيا و لا فودافون و لا حتّى PTScientists , هو التّكلفة الماليّة للمحادثات و البيانات في هذه المهمّة !