يبدو أنّ الشّرائح و الأجهزة التّكنولوجيّة الحديثة, الّتي كانت مستخدمة منذ سنوات على الحيوانات, قد وجدت طريقها أخيرا إلى البشر !
في إحدى محطّات القطارات المركزيّة في العاصمة السّويديّة ستوكهولم, شوهدت الموظّفة المسؤولة عن المراقبة, و هي بصدد التّثبّت من التّذاكر الإلكترونيّة على الهواتف الذّكيّة للمسافرين. هذه العمليّة تمّت على مستوى رحلة القطار المتّجه إلى مدينة لينكوبينغ, على السّاعة 14 بعد الظّهر .
الموظّفة كانت تستعمل هاتفها الذّكيّ, الّذي توفّره شركة SJ المختصّة في قطاع السّكك الحديديّة.
عندما وصلت الموظّفة إلى كهل أنيق, رفع هذا الأخير يده اليمنى و أوضح لها أنّ تذكرته موجودة في شريحة إلكترونيّة مزروعة تحت بشرة كفّه ( بين الإبهام و السّبّابة).
و لم يكن على الموظّفة السّويديّة المسؤولة عن مراقبة التّذاكر , سوى أن تضع جهازها قبالة اليد المرفوعة أمامها, و الباقي سيتكفّل به النّاقل NFC , الّذي يتولّى تجهيز الهواتف الجديدة, حيث أنّ هذا النّاقل سيقرأ الشّريحة, قبل أن تظهر التّذكرة على الشّاشة ! بعد ذلك شاهدت الموظّفة إسم المسافر , و وجهته, و الرّمز الكوديّ الخاصّ بالحجز الّذي قام به.
هذا المسافر هو يانز تانغوفيورد, محلّل لدى مكتب دراسات في مجال الصّناعة, و هو يستقلّ هذا القطار ,تقريبا, كلّ يوم : ” أنا أحمل هذه الشّريحة الإلكترونيّة تحت بشرة يدي منذ أربعة أشهر . اليوم, إعتاد الموظّفون و الموظّفات المسؤولون عن مراقبة التّذاكر على هذا الأمر . لكن غالبا ما يسألني باقي المسافرين من حولي عمّا يجري !!”
بدأت الشّرائح الإلكترونيّة المزروعة تحت الجلد, و الّتي كانت مستعملة في جميع أنحاء العالم في تربية الماشية و العناية بالحيوانات الأليفة, في الإنتشار كذلك بين البشر .
عمليّة زراعة الشّريحة تتمّ بفضل حقنة خاصّة غير مؤلمة تقريبا, و لا يدوم تأثيرها سوى 3 ثوان.
هذه التّكنولوجيّة معتمدة الآن في السّويد رسميّا و هي متوفّرة فقط للمحترفين المرخّص لهم بإستعمالها, و ذلك مقابل سعر يتراوح بين 1000 و 1500 كرونة سويديّة.