لمحاربة مظاهر الغشّ و الخداع , تعوّل البنوك على التّكنولوجيا . ففي المستقبل , سنقوم بالدّفع بواسطة بطاقة بنكيّة ذات رمز سريع الزّوال , أو بإستخدام هاتف ذكيّ يحوي تقنيّة التّعرّف على الوجه ( reconnaissance faciale ) .
هذه الثّورة التّكنولوجيّة قريبة التّحقّق على أرض الواقع فعلا . ففي غضون بضعة أشهر , سيتغيّر كلّ شيء داخل محفظتكم ! .. بطاقتكم البنكيّة , إذن ,ستشهد طابعا جديدا . هذا التّغيير سيحمل إسم ” cryptogramme dynamique ” , و هو ما يعني بالفرنسيّة , أنّ الأرقام الثّلاثة الصّغيرة الموجودة على ظهر بطاقتكم , ستتغيّر في غضون بضع دقائق .
هذه البطاقة البنكيّة لا تتميّز كثيرا عن سابقتها , فهي تملك نفس الحجم , نفس الخفّة و الرّقّة , و نفس القوّة و المتانة . الفارق الجوهري هو أنّ هذه البطاقة البنكيّة من الجيل الجديد مزوّدة بشاشة صغيرة للغاية , كافية لإظهار الأرقام الثّلاثة لبرنامج التّشفير البصري , باللّونين الأبيض و الأسود . رمز الأمن هذا سيتمّ طلبه في كلّ عمليّة شراء على الإنترنت , و هو ديناميكيّ للغاية . كذلك ستكون البطاقة مزوّدة بتوقيت داخليّ . و سيكون رمز الأمن ( code de sécurité ) على الشّاشة متغيّرا كلّ عشرين دقيقة . و ذلك حسب ما بيّنه فريديريك ريشير ,مدير التّسويق لدى شركة Gemalto , الرّائدة عالميّا في صنع البطاقات ذات الشّريحة الإلكترونيّة , و الّتي تقوم بتسويق هذه التّكنولوجيّة الجديدة منذ أسابيع .
هذا و قد أطلق كبار مصنّعي البطاقات البنكيّة في العالم , Gemalto و Oberthur , بالفعل , إشارة البدأ بتسويق هذه التّكنولوجيّة الجديدة خلال الأشهر القليلة المنصرمة . و ها أنّ مؤسّسات ماليّة فرنسيّة كبرى مثل BNP Paribas و La Banque Postale و La société générale , بصدد إختبار هذه التّكنولوجيّة في محيط حرفائها .
و ماذا عن تونس ؟ هل نرى يوما هذه التّكنولوجيّة في بلادنا , خاصّة و انّنا على أعتاب سنة 2016 الّتي ستكون سنة تونس الرّقميّة بإمتياز حسب تصريحات المسؤولين ؟
المصدر : Le Parisien .fr