على مدار الأشهر القليلة الماضية، عمل عدد من مستخدمي Reddit على رفع قيمة الأسهم لشركة GameStop لتجارة ألعاب الفيديو بالتجزئة، على الرغم من مراهنة مستثمري وول ستريت على فشل الشركة، مما دفع السهم للأعلى بنسبة 685%، ثم بدأوا في نشر إستراتيجيتهم إلى سلسلة الأفلام AMC المتعثرة أيضا.
- كيف حدث ذلك؟
تعد GameStop سلسلة متاجر أمريكية يمكنك أن تجدها في أي مكان في الولايات المتحدة، حيث تبيع ألعاب الفيديو وأجهزة الألعاب وغيرها من المنتجات الإلكترونية.
لم تكن شركة GameStop في أفضل حالاتها هذه الفترة، فتراجع عدد الأشخاص الذين يتسوقون بسبب الوباء وشيوع بيع غالبية ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، لم تكن أمورا جيدة بالنسبة لأداء الشركة.
وبسبب هذه الصعوبات المالية، صار سهم المجموعة من أكثر الأسهم المستهدفة في بورصة وول ستريت في العمليات المعروفة بـ “البيع المكشوف” في صناديق التحوط.
وهذه العمليات الشائعة بالنسبة إلى صناديق الاستثمار الضخمة، تقوم على اقتراض أسهم ثم بيعها تحسبا لانخفاض أسعارها بغية إعادة شرائها لاحقا بقيمة أقل وتحقيق ربح أكبر.
بيد أنّ مجموعة من صغار المستثمرين المتحمسين للرهانات المالية المحفوفة بالمخاطر، اتفقوا عبر منتدى WallStreetbets على منصة Reddit على مواجهة الأسماء الكبيرة في المجال من خلال إتمام عمليات شراء أسهم “GameStop” على نطاق واسع بهدف رفع السعر.
[منصة ريديت Reddit هي شبكة اجتماعية تشبه Twitter و Facebook، حيث يمكن من خلالها الانضمام إلى منتديات حول موضوعات تهم المستخدم من كرة القدم إلى التاريخ والسياسة والاقتصاد..
أما المنتدى الذي يهمنا في هذه القصة فهو “Wall Street bets” (مراهنات وول ستريت)، الذي يضم أكثر من أربعة ملايين عضو يتحدثون فيه عادة عن الأسهم وأين يستثمرون أموالهم.]
تسبب إرتفاع الطلب في ارتفاع سعر السهم بشكل جنوني. نتيجة لذلك، قفز سهم GameStop بأكثر من 822٪ ، من 17.25 دولارا للسهم في بداية السنة إلى أعلى مستوى عند 159.18 دولارا يوم الإثنين. ثم انخفض بمقدار النصف تقريبا، ليرتفع مرة أخرى إلى 147.98 دولارا يوم الثلاثاء.
ثم قام Elon Musk بالتغريد حول هذا الموضوع إلى 43 مليون متابع (تضمنت التغريدة تعبير «Gamestonk»، وهي لفظ مركَّب يجمع بين اسم شركة GameStop وكلمة «stoncks»، وهي نطق أمريكي دارج للفظ «stonks» يعني أسهما وشارك معها رابط منتدى WallStreetbets)، واسهمت تغريدته في قفز السعر بنسبة 40% في فترة التداول.
أغلق التداول يوم الأربعاء عند 347.51 دولارا للسهم، أي أعلى بنسبة 63% منذ عام حتى الآن.
ولتغطية خسائرهم، اضطر كبار المسثمرين إلى إعادة شراء أسهم GameStop بسعر أعلى من ذلك الذي باعوها به، مما تسبب لهم بخسائر فادحة.
وقال صندوقا التحوط Citron و Melvin Capital، الأربعاء، إنهما أغلقا مراكزهما بعد تعرضهما لخسائر لم يتم الكشف عنها. وصرح أندرو ليفت، مؤسس شركة Citron Research، الذي أطلق عليه ذات مرة لقب “Bounty Hunter of Wall Street” (صائد الجوائز في وول ستريت) وأحد المستثمرين الرئيسيين الذين راهنوا على GameStop، بأنه لن ينشر “تقارير حول البيع على المكشوف بعد الآن” وسيركز بدلا من ذلك على الفرص الاستثمارية طويلة الأجل.
وادعى هذا المستثمر أنه توقف عن رهاناته ضد GameStop بعد تكبده خسائر بنسبة 100% مع ارتفاع السهم هذا الأسبوع.
وكان Melvin Capital، صندوق التحوط الذي تبلغ قيمته 12.5 مليار دولار والذي أسسه غابرييل بلوتكين، أحد الأهداف الرئيسية لحملة Reddit، بعد أن كشف ملف إيداع أن الصندوق كان لديه مركز بيع كبير في GameStop.وقالت مصادر لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن Maplelane Capital LLC، وهو صندوق تحوط في نيويورك بدأ العام بحوالي 3.5 مليار دولار، تعرض لهبوط بنسبة 30٪ تقريبا حتى يوم الأربعاء، وكان ما حدث في أسهم GameStop المحرك الأساسي لتلك الخسائر.
- ماهي الإجراءات التي تبعت ذلك؟
وضعت شركة “Interactive Brokers” قيودا في تطبيقاتها على تداول أسهم GameStop، قائلة إن صفقات الأسهم الطويلة تتطلب هامشا بنسبة 100%، وصفقات الأسهم القصيرة تتطلب هامشا بنسبة 300% حتى إشعار آخر. أما “Robinhood”، فقد اتخذت بدورها إجراءات مماثلة للحدّ من ارتفاع أسهم GameStop وغيرها من الشركات المستهدفة الأخرى، مثل “AMC”، و”BlackBerry”، و”Express”، و”Koss”، و”Nokia”، و”Naked Brand Group”.
فوجئ الكثير من المستثمرين المستخدمين لتطبيقات Robinhood وInteractive Brokers وغيرها من المنصات بالقيود المفروضة على حساباتهم بعد انطلاق بيع أسهم GameStop يوم الخميس الماضي، لتعلن Robinhood بعدها بأنها ستسمح، يوم الجمعة، بـ”عمليات شراء محدودة” لأسهم GameStop وغيرها من الأسهم المكشوفة، لكن المستثمرين أبلغوا عن استمرار فرض القيود السابقة طوال يوم التداول.
- دعوات سياسية إلى التدخل الجاد
دعا عضوا مجلس الشيوخ الأميركي بيرني ساندرز وإليزابيث وارن، مؤخرا يوم الأحد ،إلى اتخاذ إجراءات ضد ما وصفاه بانتهاكات “وول ستريت” عبر صناديق التحوط.
وقالت هيئة الأوراق المالية والبورصات، الجمعة، إنها “تراقب عن كثب وتقيم التقلبات الشديدة لأسعار تداول بعض الأسهم”، وإنها ستعمل على حماية المستثمرين بالتجزئة عندما تظهر الحقائق نشاطا تجاريا مسيئا أو تلاعبا محظورا.
لكن وارن دعت إلى تحرك أكثر حسما، وقالت “حان الوقت لأن تتحرك هيئة الأوراق المالية والبورصات وتؤدي مهامها”، مؤكدة “نحن بحاجة إلى مزيد من القوانين للحد من التلاعب بالأسواق”.