هذه الصّورة أثارت حماسة و شغف مستعملي الشّبكات الإجتماعيّة ! أستاذ التّكنولوجيا, ريشارد أكوتو, الّذي يشتغل في إحدى المدارس في دولةغانا الإفريقيّة, توصّل إلى “وصفة عبقريّة” لتعويض غياب الحواسيب في قاعة الدّرس الّتي يشرف عليها : حيث قام بكلّ بساطة ,برسم سطح بينيّ (interface) لبرمجيّة معالجة نصّ Microsoft Word ,على السّبّورة, و ذلك لكي يتمكّن تلاميذه من مشاهدة كيفيّة إشتغال هذه الأداة البرمجيّة. و بفضل هاته الصّورة, تمكّن تلاميذ هذا الأستاذ “الإستثنائيّ” من المرور من النّظري إلى التّطبيقيّ !
منذ نحو 3 أسابيع, و صور الأستاذ ريشارد أكوتو, تنتشر على الشّبكة العنكبوتيّة و تلقى رواجا كبيرا في صفوف المستخدمين. فبإستعمال طبشور أبيض و بقايا طباشير ملوّنة, قام أكوتو بإعادة إنتاج ما يبدو عليه السّطح البينيّ لبرمجيّة Microsoft Word ,و قدّمه لتلاميذه (المحظوظين به صراحة) لكي يتعرّفوا على مكوّناته و طريقة إشتغاله. و الحاجة الّتي أدّت إلى هذا الإختراع, هي أنّ تلك المدرسة الصّغيرة في بلدة “Sekyedumase” وسط غانا , تفتقر إلى الحواسيب اللّازمة لهذا التّمرين التّطبيقيّ
و بعد مضيّ 3 أسابيع عن ذلك الدّرس الشّهير, كان الأمر أشبه بقصّة سحريّة من قصص الجنّيات عاشها الأستاذ الغانيّ ريشارد أكوتو : فقد تمّ مشاركة صوره آلاف المرّات على شبكات التّواصل, و كتبت مئات المقالات حوله على الواب . و هذه الشّهرة أسهمت في تلقّي المدرسة الّتي يعمل فيها أكوتو ,للعديد من المساعدات و التّبرّعات من بريطانيا و غانا و غيرها من الدّول, متمثّلة في حواسيب مكتبيّة و حواسيب محمولة و إكسسوارات و كتب حول التّكنولوجيا و غيرها.
القصّة لم تتوقّف هنا : حيث قامت شركة Microsoft بإستدعاء ريشارد أكوتو لحضور القمّة التّعليميّة الّتي تنظّمها سنغافورة, و الّتي حضر فيها 400 مدرّس من 91 بلدا مختلفا. و قد تمّ حتّى إستدعائه للصّعود على المنصّة في قاعدة النّدوات و الحديث عن تجربته المميّزة, و قد لاقت مداخلته إعجابا و تشجيعا كبيرين من الحاضرين.
هذا و أكّدت Microsoft على موقعها الرّسميّ, أنّها تلتزم بتوفير عدد من الحواسيب للمدرسة الّتي يعمل بها ريشارد أكوتو, إضافة إلى تمكين هذا الأخير من النّفاذ المجّاني لجميع منتجاتها البرمجيّة الخاصّة بالبرنامج الموجّه للمدرّسين.
دليل على أنّ صورة بسيطة يمكنها أن تغيّر العديد من الأشياء بشكل جذريّ !