في يوم الأربعاء، زعمت مجموعة من القراصنة تطلق على نفسها اسم “أشباح الجزائر” اختراق بيانات عملاء بنك “كريدي أجريكول”. لكن في الحقيقة، تبيّن أن هذه البيانات كلها مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
يمكن القول إن هذا هو “كذب اليوم”، والأهم من ذلك أنه يمثل ظهوراً لنوع جديد من الجرائم الإلكترونية. ففي وقت متأخر من يوم الأربعاء 7 أغسطس 2024، نشرت مجموعة تطلق على نفسها اسم “أشباح الجزائر” رسالة على قناة عامة، مرفقة بملف صغير الحجم، زعمت أنه نتيجة لاختراق بنك “كريدي أجريكول”. لكن الحقيقة هي أن البنك الفرنسي لم يتعرض لهجوم إلكتروني، بل استخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء بيانات زائفة.
لا، لم يتم اختراق “كريدي أجريكول”؛ نعم، البنك ضحية لادعاء كاذب
كان الإنذار مثيراً للقلق، لكن في النهاية، كان الأمر مجرد ذعر لا داعي له من جانب “كريدي أجريكول” وعملائه. فقد تعرّض البنك لاختراق مزيف، حيث تم إنشاء البيانات بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي.
يقول كليمنت دومينغو (المعروف أيضًا باسم SaxX)، الذي اكتشف الخدعة، إن هذه “ممارسة تستخدمها بشكل متزايد جماعات الجريمة الإلكترونية، و”صغار” مجرمي الإنترنت”. كما يلاحظ أن عناوين البريد الإلكتروني في الملف، والتي تنتمي إلى الضحايا المزعومين، تبدو وكأنها قادمة مباشرة من مُولّد عناوين بريد إلكتروني مؤقتة.
علاوة على ذلك، ليس من المؤكد حتى ما إذا كانت مجموعة “أشباح الجزائر” هي مجموعة من مجرمي الإنترنت أو نشطاء القراصنة الجزائريين. فكما يشير SaxX، فإن الفرد أو الأفراد الذين يقفون وراء هذه المجموعة لم يفتحوا قناتهم على “الشبكات الاجتماعية المظلمة” إلا في الشهر الماضي، ولم ينشروا أي شيء حتى هذا “التسريب” المزعوم، والمتعلق بـ “كريدي أجريكول”.
عواقب محتملة للتوترات الجيوسياسية بين فرنسا والجزائر
يقول كليمنت دومينغو: “بالنظر إلى السياق، أحلل محاولة التثبيت/الاختراق هذه على أنها رد فعل سياسي”، خاصة مع تدهور العلاقات بين فرنسا والمغرب العربي في السنوات الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أنه في 30 يوليو 2024، أعلنت الحكومة الفرنسية دعمها لمشروع الحكم الذاتي للمملكة المغربية للصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة. وتخوض جبهة البوليساريو والمغرب، وكذلك الجزائر، صراعًا حول المنطقة الصحراوية.
لكن بعيدًا عن الخبر نفسه، فقد قامت مجموعات أخرى بمشاركة معلومات هذا الهجوم المزيف على “كريدي أجريكول”.
لذلك، تستمر الأخبار الكاذبة في الانتشار، على الرغم من أنها تستند إلى عناصر غير حقيقية. وربما نعرف قريبًا من المستفيد من هذه الجريمة.