كشفت شركة سامسونغ عن نتائجها الماليّة للثّلاثيّة الرّابعة من عام 2016. و هذه النّتائج تحمل أرقاما قد تدهشنا كثيرا. ففي وقت تركت فيه الخسائر المرتبطة بحوادث هاتف غالاكسي نوت7 و سحبه من الأسواق, أثرا عميقا , إلّا أنّ الشّركة الكوريّة العملاقة عرفت مع ذلك, نجاحا ماليّا كبيرا جدّا في تلك الثّلاثيّة الأخيرة من العام المنصرم , على عكس جميع التّوقّعات !
فضيحة هاتف غالاكسي نوت7 ألحقت خسائر هائلة بشركة سامسونغ في عام 2016, الّذي بدأته الشّركة الكوريّة بقوّة بفضل هاتف غالاكسي S7 . و بالتّالي فقد كنّا ننتظر أن نرى عائداتها و أرباحها الماليّة و هي تهوي من حالق ! لكن المفاجأة , أنّ عملاق التّكنولوجيا الآسيويّ أعلن منذ قليل أنّه ينتظر إرتفاعا قويّا في أرباحه للثّلاثيّة الرّابعة من العام المنقضي.
أرباح و عائدات الشّركة بالنّسبة للفترة بين 1 أكتوبر و 31 ديسمبر 2016, تمّ تقديرها بمستوى 7.8 مليار دولار , اي بإرتفاع بنسبة 50 % عن عائداتها المسجّلة خلال الثّلاثيّة الثّالثة من عام 2013.
هذا الإرتفاع يرجع, قبل كلّ شيء, إلى مبيعاتها لشاشات OLED الحديثة و المعالجات (processeurs). و يجب القول أنّه , في هذه السّنة, الكثير من المصنّعين مرّوا إلى تكنولوجيّة AMOLED , خاصّة الصّينيّ Oneplus.
من جهة أخرى, الطّلب الكبير على شرائح الذّاكرة الموجّهة إلى الهواتف الذّكيّة من فئة ( entrée de gamme) , و الّتي تباع بغزارة حاليّا في الصّين, و هو ما أدّى إلى إرتفاع كبير في أسعار المكوّنات.
و تمثّل هذه الشّرائح , من ثمّ, 3.8 مليار دولار كقيمة أرباح لفائدة سامسونغ, و هذا فقط خلال الثّلاثيّة الرّابعة و الأخيرة من العام المنقضي , أي ما يقارب نصف الأرباح السّنويّة الجمليّة ! و إذا أضفنا إلى هذا هبوط قيمة عملة ال”وون” ( Won ) الكوريّة , الّتي جاءت في صالح شركات مثل سامسونغ الّتي تتعامل مع مبيعات مكوّناتها بالدّولار الأمريكيّ , فالأمر يصبح مفهوما !
و من جهة مبيعات الهواتف الذّكيّة, فالأمر بعيد , رغم كلّ شيء, عن أن يكون كارثيّا . فقد أدّى إجراء سحب هواتف غالاكسي نوت7 من الأسواق, إلى خسارة سامسونغ لمبلغ 19 مليون دولار , لكن في المقابل يبدو أنّ هواتف غالاكسي S7 edge في أثوابها و ألوانها الجديدة , قد سجّلت أداءا ممتازا على مستوى المبيعات , و هو ما جاء ليزيد من حجم مبيعات موديلات من فئة ” entrée de gamme” أخرى في أسواق مثل الهند و الصّين.