خدمة Google Traduction أو كذلك خدمة Reverso تعتبران من الأدوات السّحريّة, حين يتعلّق الأمر بترجمة نصّ ما من الإنقليزيّة نحو الفرنسيّة, أو من الفرنسيّة نحو الإنقليزيّة . لكن المشكل يكمن في أنّ هاتين المنصّتين تقومان بعمليّة التّرجمة حرفيّا, و هو ما يمكن أن يعطينا خلطا في المعنى. فإذا كنّا نتحدّث مثلا عن عبارة “Fan de StarWars” , يمكن لخدمة Google Traduction أن تقدّم لنا عبارة “Ventilateur de guerre d’étoile” كترجمة نهائيّة ! فكلمة “Ventilateur” تعني بالإنقليزيّة : “fan” . و بالتّالي فإنّ البرمجيّة لا يمكنها فهم معنى الجملة, و تقوم بالتّالي بإنتاج ترجمة آليّة و حرفيّة لتلك العبارة. و لعلّي عند كتابتي لهذا المقال, قد فكّرت في الطّلبة الّذين أرادوا أن ينتجوا أعمالهم باللّغة الإنقليزيّة, بالإستعانة بالمنقذ “Google Traduction” , لكنّهم وجدوا أنفسهم في النّهاية أمام صفحات ملآنة بجمل مبهمة !
اليوم, يمكننا القول أنّ عهد هذه المشاكل قد ولّى و إنتهى, و ذلك بفضل خدمة “Deepl” . هذه البرمجيّة الجديدة للتّرجمة هي ذات أداء أقوى و أفضل من أدواتكم التّقليديّة الّتي تستعملونها, بما أنّها قادرة على فهم معنى الجملة و السّياق. هذه البرمجيّة ترتكز على قاموس Linguee , الّذي يتولّى بالفعل إلتقاط العبارات و المعاني المختلفة للجملة.
هذه البرمجيّة ذات الأداء المحسّن تشتغل وفق 7 لغات في الوقت الحاضر : (الإنقليزيّة, الفرنسيّة, الألمانيّة, الإيطاليّة, الهولنديّة و البولنديّة).
لن تكون هذه البرمجيّة نافعة إذا كنتم في القارّة الآسيويّة, لكنّها ذات جدوى كبيرة إذا كنتم تنوون القيام بجولة في أوروبا.
و لكي تتوصّل إلى تحقيق مثل هذا الأداء, ترتكز أداة Deepl على أكثر من مليار نصّ مترجم بشكل مسبق. و يضمن منشؤوا أداة Deepl ترجمة أحسن من البرمجيّات الأخرى, لكن النّتيجة ليسن أفضل بالضّرورة. فالتّرجمة تبقى, حسب رأيي, نتاجا صرفا للعقل و الوجدان البشريّ و تطبيقا للمخزون اللّغوي و الثّقافي و هي بمثابة عمل فنّي إبداعيّ في حدّ ذاته.
إليكم في الأخير, مقارنة بين ترجمتين للصّفحة الأولى من كتاب “هاري بوتر في مدرسة السّحرة”, أنتجتهما كلّ من أداتي Google Traduction و Deepl :
Google Traduction
Deepl