من يريد تحطيم شبكة الواب منذ بضعة أشهر ؟

من يمكن أن يكون لديه مصلحة في تحطيم شبكة الإنترنت ؟ السّؤال على كلّ الشّفاه , منذ أن إكتشف مجموعة من الباحثين في ميدان السّلامة المعلوماتيّة , منذ بضعة أشهر , عدّة هجمات كانت تختبر مدى صلابة و مقاومة البنية التّحتيّة لشبكة الواب .

التّقنيّة الّتي إستعملها هؤلاء المهاجمون بسيطة و عتيقة في آن واحد . فهي في الواقع تتمثّل في إغراق موقع واب ما بالطّلبات بهدف جعله ينحني تحت وطأة هذه الطّلبات , و هي تقنيّة تطلق عليها تسمية ” الهجوم عبر رفض الخدمة ” أو ” هجوم DDoS ” .

المواقع الّتي تتعامل مع البنى الحيويّة للواب هي في صراع مستمرّ ضدّ المهاجمين الّذين يحاولون الإضرار بها , لكن يبدو أنّه , و منذ عدّة أشهر , أنّ إتّساع و إمتداد و مستوى تنوّع هذه الهجمات أصبح أكثر أهمّية و خطورة .

بروس شناير , أحد المختصّين الأمريكييّن في السّلامة المعلوماتيّة أعلن عن بعض الحقائق الصّادمة , حيث أفاد بأنّه و منذ سنة أو سنتين , هناك من يحاول إختبار دفاعات الشّركات و المؤسّسات الّتي تتعامل مع أجزاء ضروريّة من الإنترنت , مضيفا بأنّ هذه المحاولات الإختباريّة الخبيثة تأخذ شكل هجمات معيّرة و مصمّمة لتحديد إلى أيّ مدى بالضّبط , هذه المؤسّسات هي قادرة على الدّفاع , و ما الّذي يجب فعله بالضّبط لإسقاطها .

يبدو إذن أنّ الأمر يتعلّق بمجموعة من الهاكرز , أو حتّى دولة ما , بصدد إختبار حدود كلّ النّظم الأمنيّة المرتبطة بعمل شبكة الواب , و ذلك بهدف التّمكّن من قياس إمكانيّة تنفيذ هجوم كبير , يرمي إلى إسقاط الشّبكة برمّتها !

هذا و بيّن شناير بأنّه و في الأسبوع الأوّل , إنطلقت هذه الهجمات في مستوى معيّن , ثمّ رفّعت تدريجيّا من حدّتها , قبل أن تتوقّف . ثمّ و في الأسبوع الّذي يليه , عاودت الإنطلاق مرّة أخرى من حيث توقّفت و بنسق أعلى , و هكذا دواليك …. , و كأنّ هذه الجهة المهاجمة المجهولة تبحث عن نقطة ضعف .

و حسب تحليل الباحثين في مجال السّلامة المعلوماتيّة , فإنّه من المحتمل جدّا أنّ هذه الهجمات , الّتي ترمي إلى تحطيم شبكة الواب أو على الأقلّ , التّسلّح بترسانة من الأسلحة السّيبرنيّة إستعدادا لهجوم كلّي محتمل , هي مرتبطة مباشرة بدولة ما ( ما زالت مجهولة إلى الآن ) .

و أكّد الباحث بروس شناير بأنّ حجم و مدى هذه الهجمات , و بالأخصّ تواصلها و إصرارها , يشير إلى أنّ المسؤول عنها لا يمكن أن يكون جماعة صغيرة , بل هي على الأغلب , دولة بحدّ ذاتها .

و أضاف الباحث بأنّه يمكن القول بأنّ هناك دولة ما تحاول إختبار ترسانتها من الأسلحة العسكريّة السّيبرنيّة و المعلوماتيّة و التّكنولوجيّة من أجل حرب سيبرنيّة قادمة !

في الواقع , هناك أصابع إتّهام و أعين كثيرة تلتفت إلى الصّين , الّتي قد تكون هي الدّولة المجهولة المهاجمة , لكن من الصّعب التّكهّن بمن يقف خلف هذه الهجمات الضّخمة من نوع DDoS .

موضوع للمتابعة …..

Related posts

Huawei Job Fair 2024 : منصة انطلاق نحو التوظيف في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال

يوفر تجربة شاشة جديدة : OLED أول تلفزيون لاسلكي شفاف بدقة 4K من إل جي

سامسونج تُدمج الذكاء الاصطناعي في تلفزيوناتك: تَوَقّعْ مفاجأة غير متوقعة!