الإشكال رقم 1 في كاميرات هواتفنا الذّكيّة, هو الصّور الّتي يقع إلتقاطها . إذا كانت النّتائج البصريّة النّهائيّة لكاميرات الهواتف الجوّالة, قد تحسّنت بشكل مذهل خلال العشر سنوات الماضية, إلّا أنّ مسألة نقصان الضّوء تبقى حجر عثرة في طريق الحصول على صورة مثاليّة, و هذا بسبب الحجم الصّغير للعدسات.
لكن في شركة Google التّكنولوجيّة العالميّة العملاقة, ها أنّ أحد الموظّفين يعمل حاليّا على تطوير برمجيّة خاصّة لإصلاح هذه المشكلة. هذا الرّجل هو فلوريان كاينز, و هو مهندس في فريق Google Daydream , و قد قام بتطوير تقنيّة تمكّن من إلتقاط صورة في محيط مظلم للغاية بإستعمال هاتفين ذكييّن من نوع Pixel و Nexus 6P . و النّتيجة كانت مشابهة تماما للصّور الملتقطة بإستعمال كاميرات “reflex” الرّقميّة.
وضعيّة HDR أفضل بكثير
لتطوير برمجيّته, إستعمل المهندس المذكور وضعيّة “rafale” لإلتقاط عدد كبير من اللّقطات البصريّة ( prises de vue) لنفش المشهد. ثمّ بعد ذلك, قام بتحليل هذه اللّقطات بهدف إستخراج مكنوناتها الفوتوغرافيّة.
هذا الحلّ الّذي إبتكره المهندس كاينز, مرتكز على عمل قام به باحث آخر لدى Google , و هو ماري لوروي, الّذي كان قد أنشأ تطبيقة SeeinTheDark .
مع الإشارة إلى أنّ التّقنيّة المستعملة هي كذلك مماثلة لHDR , الّتي هي عبارة عن تكنولوجيّة فوتوغرافيّة تتيح إلتقاط صورة مضيئة و قريبة من المشهد الطّبيعي الّذي يراه الإنسان بعينه المجرّدة. هذه التّكنولوجيّة تتطلّب إلتقاط صور عديدة من أجل الحصول على نتيجة بصريّة صحيحة. و هي متوفّرة حاليّا في أغلب الهواتف الذّكيّة.
إذا ما أوغلنا في النّاحية العمليّة التّقنيّة, صنع فلوريان كاينز كاميرا بسيطة لنظام Android , تقدّم له نفاذا إلى الإعدادات المختلفة ( مدّة العرض, وضعيّة ISO و فتحة الحجاب “diaphragme” ) . و عوضا أن تقوم بإلتقاط صورة وحيدة ( أو من 3 إلى 4 صور كما هي الحال في وضعيّة HDR ), إلتقطت التّطبيقة عددا أكبر وصل إلى 64 صورة. كلّ صورة , ملتقطة في ظروف متنوّعة من الإضاءة, كانت لها تفاصيل خاصّة. و عبر حساب معدّل الضّوء في كلّ صورة, مع تعديل مشاكل الحركة, تحصّل المهندس إذن, على صور خارجيّة جميلة جدّا, مقارنة بالصّور الملتقطة عبر آلة التّصوير العاديّة. و قد قام المهندس كاينز بتوفير كافّة التّفاصيل المتعلّقة بعمله هذا في مدوّنة خاصّة, مع ألبوم لصوره الّتي تحصّل عليها.
صور جميلة في اللّيل بنقرة بسيطة :
المهندس كاينز أوضح على مدوّنة غوغل الرّسميّة قائلا :
” مع هذا, و مع البرمجيّة الجيّدة, الهاتف الذّكيّ يجب أن يقوم بكامل العمل في الدّاخل. فإذا تمكّنا من إقصاء بعض المراحل التّقليديّة, سيكون من الممكن أن ننفّذ بشكل فوريّ, صورا في ظروف إضاءة منخفضة للغاية.”
هناك أيضا صعوبات أخرى يجب تجاوزها. فهذه التّقنيّة تشتغل, مثلا, فقط إذا كان الهاتف الذّكيّ غير متحرّك ( مستقرّ على سطح ثابت أو أداة trépied). و بالتّالي, لن تساعدكم هذه التّقنيّة في جعل صوركم المشوّشة , رائعة للغاية !
النّتائج المتحصّل عليها واعدة. و إذا كان فلوريان كاينز قد إستطاع فعل كلّ شيء بمفرده, فليس من الصّعب تخيّل إمكانيّة التّشغيل الآليّ لهذا المفهوم التّكنولوجيّ-الفوتوغرافيّ, بهدف أن يكون بمقدور تطبيقة بسيطة على الهواتف الذّكيّة, أن تطبّقه على صورنا.
