أعلن باعث المشاريع النّيجيريّ الشّابّ أوشي أغابي عن تصميمه لجهز كمبيوتر جديد يعتمد على الخلايا العصبيّة للفئران, عوضا عن مادّة السّيليكون . و هو ذو تصميم مبتكر تمّ تدريبه لكي يتعرّف على رائحة المتفجّرات , و لكي يتمّ إستغلاله ليأخذ مكان نظم الأمن التّقليديّة في المطارات .
جهاز الكمبيوتر الجديد تمّ تقديمه في مؤتمر TED Global في تنزانيا منذ أيّام . و هو جهاز بحجم “الموديم” (Modem) , يحمل إسم Koniku Kore , و هو أوّل حاسوب يعتمد كما قلنا على الخلايا العصبيّة للفئران, و سيكون , حسب مصمّمه, جزءا من “دماغ” الرّوبوتات في المستقبل . خاصّة و أنّ الخبراء يقولون بأنّ تداول مثل هذه الأنظمة في سوق كبيرة و على نطاق واسع يمثّل تحدّيا كبيرا في قادم السّنوات .
صحيح أنّ أجهزة الكمبيوتر أفضل من البشر في المعادلات الرّياضيّة المعقّدة. لكن هناك العديد من الوظائف المعرفيّة الّتي يكون فيها المخّ البشريّ أفضل بكثير . و من هذا المنطلق, سيكون من الضّروري تدريب هذا الحاسوب الجديد حتّى يتعرّف على الرّوائح, و ذلك سيستلزم كمّيات هائلة من الطّاقة الحسابيّة .
و سيحاول النّيجيري أغابي أن يحاكي بشكل هندسيّ, عمل علم الأحياء, الّذي ينجز هذه الوظيفة بالفعل بجزء صغير من الطّاقة الّتي سوف يستهلكها المعالج القائم على السّيليكون . حيث قال بأنّ
” البيولوجيا هي شكل من أشكال التّكنولوجيا, و شبكات التّعلّم العميق لدينا كلّها تحاكي وظيفة الدّماغ.”
كان أوشي أغابي قد أنشأ شركته KoniKore منذ أكثر من سنة, و هي تحقّق ,حسب قوله, أرباحا بقيمة 10 مليون دولار من صفقات صناعة الأجهزة المستخدمة للأمن .
حاسوب Koniku Kore هو إذن مزيج من الخلايا العصبيّة الحيّة و السّيليكون , و هو يمتلك القدرة على الشّمّ, عن طريق أجهزة إستشعار يمكنها الكشف عن الرّوائح و التّعرّف عليها. حيث يمكن للمستخدم أن يعطي الخلايا العصبيّة تعليمات حول ما يجب القيام به, و الأمر يتعلّق هنا بتوفير مستقبلات يمكنها الكشف عن المتفجّرات.
و إضافة إلى إستخدام هذا الحاسوب في الكشف عن القنابل, يمكن إستعماله أيضا للكشف عن الأمراض السّرطانيّة, عن طريق إستشعار علامات المرض في جزيئات الهواء في زفير المريض .
هذا و أكّد النّيجيريّ على أهمّية الإندماج بين البيولوجيا و التّكنولوجيا, حيث قال :
” نعتقد أنّ قوّة المعالجة الّتي ستعمل على تشغيل الرّوبوتات في المستقبل سوف تكون قائمة على علم الأحياء التّركيبي, و نحن نضع الأسس لذلك.”