إرتفعت الضّبابيّة السّياسيّة و التّذبذبات الماليّة إلى أعلى مستوياتها حاليّا في منطقة الشّرق الأوسط, و ذلك تزامنا مع موجة الإعتقالات الأخيرة في المملكة العربيّة السّعوديّة, و الّتي طالت أثرى أثرياء العرب و العالم, بما فيهم الشّخصيّة الشّهيرة, الوليد بن طلال, و الّذي يملك أسهما هامّة في أبرز الشّركات السّياحيّة و الإعلاميّة و التّكنولوجيّة في العالم . لكن هل سيكون لهذه الإيقافات إنعكاسات على عملة Bitcoin الإلكترونيّة, و الّتي تعتبر الملاذ الآمن في منطقة الشّرق الأوسط ؟
تداعيات الأوضاع الحاليّة في منطقة الخليج و بالتّحديد المملكة العربيّة السّعوديّة, ستكون لها إلى جانب تداعياتها الثّقافيّة و الجيو-إستراتيجيّة و الإقتصاديّة, تداعيات حتّى على مجال التّكنولوجيا المرتبط بقطاع الماليّة :
إجراءات المملكة العربيّة السّعوديّة القمعيّة و الصّارمة :
إستهلّت المملكة العربيّة السّعوديّة صبيحة الأحد 04 نوفمبر 2017, حملة إيقافات قمعيّة صارمة و كاسحة, تمّ إتّخاذها ضدّ الفساد. و قد أمر الملك سلمان يإيقاف عدد من الأمراء البارزين و كذلك إقالة عدد من الوزراء و موظّفي الدّولة من مهامّهم الحكوميّة. و قائمة الأشخاص الموقوفين تتضمّن الأمير الوليد بن طلال, و هو أثرى عربيّ في العالم !
الأمير الوليد بن طلال تصدّر أخبارا عالميّة سابقة تحدّثت عن رؤاه و مواقفه السّلبيّة من عملة Bitcoin الإفتراضيّة, حيث كان قد قال بأنّ عملات Bitcoin قد تشهد إنهيارا صارخا في المستقبل, هذا دون ذكر مواقفه الرّافضة لترشّح الرّئيس الأمريكيّ دونالد ترامب للإنتخابات الرّئاسيّة.
و بينما كان السّبب المباشر الواضح للعموم, لإعطاء الملك سلمان لأوامره بتنفيذ هذه الإيقافات, هو محاربة الفساد, فإنّ العديد من المحلّلين يؤمنون بأنّ الملك السّعوديّ قد يكون بصدد تمهيد الطّريق لوليّ العهد, إبنه الأمير محمّد بن سلمان ليعتلي العرش.
قيمة عملات Bitcoin قد تشهد إرتفاعا صاروخيّا مع التّغيير المرتقب في خارطة الشّرق الأوسط !
إساءة التّصرّف من جانب الحكومات, سواء في المجال السّياسي أو النّقديّ, سيكون له نتائج معاكسة على الأشخاص الّذين يحاولون إيجاد ملاذات آمنة لثرواتهم. في العادة و كما جرى التّقليد, الأمر يتعلّق بالذّهب, لكن اليوم, عملة Bitcoin الإفتراضيّة هي في تطوّر و نموّ سريعين, بإعتبارها بديلا مثاليّا لتكون هي هذا الملاذ الآمن, من خلال طبيعتها “اللّامركزيّة” و “اللّامحدودة” تقريبا.
منطقة الشّرق الأوسط هي ذات أهمّية إستراتيجيّة كبرى, سواء بسبب مواردها الشّاسعة من البيترول و الغاز الطّبيعيّ, أو كذلك بسبب ثروات سكّانها الضّخمة. و إذا كان الشّيوخ و الأمراء الأثرياء في منطقة الشّرق الأوسط يظنّون أنّ إيداع أسهم أو مقادير من ثرواتهم في شكل عملات Bitcoin الإلكترونيّة سيكون له نفع مهمّ بالنّظر إلى موجة الضّبابيّة و التّأهّب الّتي تجتاح المنطقة حاليّا, فالخبراء يؤكّدون هنا بأنّ أسعار عملات Bitcoin ستشهد بالتّالي إرتفاعا صاروخيّا ما له من مثيل !
لنترقّب و نشاهد !