هواوي قصة نجاح ولدت من رحم الأزمات.. نتائج مالية استثنائية وصافي ربح غير مسبوق تحققه الشركة في سنة 2021 !

استطاعت هواوي أن تثبت للعالم أنها في الواقع لا تقتصر على كونها شركة مصنعة للهواتف الذكية تنهزم بمجرد فقدان المعدات الضرورية للتصنيع، إنما هي كيان تكنولوجي وعلمي قائم بذاته.

وهو ما أكدته نتائجها المالية لسنة 2021 التي كشفت عن تسجيل صافي ربح قياسي بلغ 113.7 مليار يوان صيني (نحو 17.8 مليار دولار)، رغم تراجع الإيرادات بنحو 29% مقارنة بسنة 2020.

ويعد ذلك أفضل أداء للشركة منذ تأسيسها، والإنجاز الأكثر إشراقا لها خاصة في ظل العقوبات الأمريكية التي فرضت عليها في السنوات الأخيرة.

حيث كانت هواوي قد بلغت أوج ازدهارها في مطلع سنة 2018 مع احتلالها للمركز الأول عالميا كأفضل شركة مصنعة الهواتف الذكية في العالم، فضلا عن كونها كانت أول شركة توصلت إلى تطوير شبكات الجيل الخامس 5G.

لكن العقوبات الأمريكية جعلت الشركة تواجه نقصا حادا في أجزاء الهواتف الذكية وأنظمة التشغيل والخدمات المتعلقة بالهواتف الذكية عموما.

كما حدت من معاملاتها التجارية، وواجهت معداتها لشبكات الجيل الخامس 5G حظرا في بعض البلدان.

فكيف حققت هواوي نتائج مالية استثنائية في ظل كل تلك العقبات؟

لم تثن هذه العقبات هواوي عن مواصلة صعودها سلم النجاح، حيث تبين أن لديها ما يكفيها من الأوراق الرابحة لتطرحها مع كل عقبة تواجهها.

فربما اضطرت للتخلي عن الصدارة في مجال الهواتف الذكية من ناحية، لتواصل تألقها في مجال البحث والتطوير والتكنولوجيات الحديثة من ناحية أخرى.

تكللت سنة 2021 بإنجازات هواوي التي تصدرت الترتيب العالمي لبراءات الإختراع بما مجموعه 3.544 براءة، متفوقة بذلك على كل من سامسونج و LG.

كما زادت نفقات الشركة على البحث والتطوير بنسبة 30% لتصل إلى 142.7 مليار يوان صيني في 2021 أي ما يفوق 22 مليار دولار، وتمكنت من إستقطاب نحو ثمانية ملايين مطور بغرض تنمية الأنظمة الإيكولوجية لمنصاتها openEuler وMindSpore وHarmonyOS.

علما وأنها تمتلك الآن أكثر من 90 ألف موظف في مراكز البحث والتطوير، وتنتشر مقراتها في أكثر من 170 دولة.

ما يجعلها دون شك من بين أكبر المساهمين في التقدم العلمي والتكنولوجي على الصعيد العالمي.

ولعل أبرز نقاط قوة هواوي أن ايراداتها لا تعتمد بالأساس على قسم الهواتف الذكية -الذي لا يمثل إلا جزءا من مجموعة أعمالها لأجهزة المستهلك- وإنما تعتمد أيضا على مجموعتها الفرعية لقطاع المشاريع والمؤسسات (EBG) والأخرى لشبكات الاتصالات (CNBG).

في خضم ذلك لجأت الشركة إلى توجيه تركيزها من جديد إلى السوق الصينية، بالإضافة إلى دعم حضورها في مختلف القطاعات التكنولوجية الأخرى لا سيما في الحوسبة السحابية (Cloud Computing) وإنترنت الأشياء (IOT) والذكاء الإصطناعي (AI) والتشغيل الآلي للمنزل (Smart Home) وتوفير الحلول الرقمية للمدن الذكية (Smart Cities)..

وقد جنت بالفعل ثمار ذلك، حيث وصلت إيراداتها إلى 102.4مليار يوان صيني (16 مليار دولار تقريبا) بفضل مشاريعها للتحول الرقمي.

ومضت هواوي قدما في تطوير هواتف رائدة ذات مواصفات فائقة الجودة معتمدة في ذلك على منتجاتها الخاصة كنظام التشغيل HarmonyOS ومتجر التطبيقات AppGallery ومعالج HiSilicon..

حتى أنها حققت نموا سنويا بنسبة 30% في سنة 2021 في مجال الأجهزة الذكية الموجهة للمستهلك.

أما في ما يتعلق بشبكات الجيل الخامس 5G، فقد نجحت في اكتساح أسواق إضافية و نشر شبكاتها في 13 دولة؛ من بينها سويسرا وألمانيا وفنلندا وهولندا وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية..

لكن لم تقف طموحات هواوي عند هذا الحد، إذ تبين أن الشركة تخطط أيضا إلى دخول عالم السيارات الكهربائية وقد قامت فعلا بنقل مهندسيها من وحدات الأعمال الأخرى للعمل على أجهزة استشعار للسيارات ذاتية القيادة ووحدات الطاقة للسيارات الكهربائية.

حتما هواوي أفسحت المجال للأرقام لتتكلم عنها !

أثبتت عملاقة التكنولوجيا الصينية بالملموس أنها قادرة على الصمود وأن العقبات لم تزدها إلا إصرارا على فرض نفوذها مرة أخرى في عالم التكنولوجيا.

وبرزت كشركة تكنولوجية شاملة وقائمة بذاتها، ما خولها الإعتماد على كفاءاتها وإمكانياتها الخاصة وتقليص اعتمادها على أطراف أخرى.

قصة نجاح جديدة نستلهمها من هواوي، فأي النقاط كانت أكثر إلهاما برأيك؟

Related posts

توسّع ماهيندرا وسانغ يونغ-كاي جي إم وجيلي شبكتها في تونس بافتتاح فرع جديد في نابل

 أبل لم تنهي عامها بعد! آيباد، ماك بوك… إليك ما يخبئه لنا عملاق التكنولوجيا في 2024

شركة Qualcomm    تطلق Snapdragon 6 Gen 3 بهدوء