بإعتبار أنّ النّقل العموميّ هو من ركائز التّنظيم العمرانيّ و التّحكّم في التّنظيم الإقتصاديّ و الإستغلال التّرابي, قامت بلديّة صفاقس منذ أيّام قليلة بمبادرة مميّزة تمثّلت في تفعيل تجربة أوّلية لنظام خاصّ يعطي الأولويّة لحافلات النّقل العموميّ و سيّارات الطّوارئ ( إسعاف و حماية مدنيّة), على مستوى التّقاطعات المنظّمة بإشارات ضوئيّة, و ذلك في تقاطعات خاصّة يتمّ وصلها بمركز للتّحكّم في المرور.
هذه الخاصّية موجودة في المدن الألمانيّة خاصّة, و وجودها من البديهيّات عند كلّ “تقاطع ضوئيّ”, و قد تمّ إعتمادها هناك, كحلّ للتّعامل مع إنتشار أنظمة التّحكّم الميدانيّة القابلة للبرمجة و أنظمة التّخاطب اللّاسلكيّ.
هذا النّظام يعطي الأفضليّة لمسافري النّقل العمومي على حساب مستعملي السّيّارات الخاصّة, و ذلك لتقليص نسبة إستحواذ هؤلاء على المساحة الأكبر من الطّريق, و إستهلاك كمّية أكبر من الوقود مع إصدار كمّية كبيرة من الغازات الملوّثة.
هذا الإجراء الجديد إتّخذته الشّركة الجهويّة للنّقل بصفاقس بقرار محلّي داخليّ و مستقلّ, و قد بدأت أولى ملامحه في التّشكّل منذ أكثر من سنتين, عبر تصميم و تنفيذ منظومة أقمار صناعيّة متموقعة (Global Positioning System), تتفاعل مع عدد من التّطبيقات : مثل تطبيقة نظام التّصرّف في الأسطول من خلال معرفة أماكن تواجد الحافلات على كلّ خطّ, و في وقت حقيقيّ (en temps réel), إلى جانب تطبيقة الإستعلام حول أوقات وصول الحافلات ( من خلال حساب موقعها الحاليّ). و تتفعّل هذه المنظومة من خلال تجهيز كلّ حافلة بجهاز تتبّع على شاكلة ما يوجد في الهواتف الذّكيّة, على أن يتمّ ربطها بعد ذلك عبر شبكة الإنترنت الجوّالة, بمركز التّحكّم و المعلومات.
من جهة أخرى, طفقت المصالح الفنّية في بلديّة صفاقس منذ سنة 2013 في إنشاء منظومة تحكّم عن بعد في التّقاطعات الضّوئيّة, بشكل متدرّج, مع تجديد التّجهيزات الميدانيّة لتمكين التّخاطب بالشّبكات اللاّسلكيّة, و إتاحة هامش أكبر من الحرّية في التّصرّف في الإشارات الضّوئيّة, ما يجعل الإستجابة للمتغيّرات , حينيّة أكثر.
هذه الجهود بدأت في التّحقّق بشراكة تقنيّة محلّية مع شركةSOTECA Electric , من خلال تشكيل الخيارات الفنّية وإتاحة الفرصة للخبرات الشّابّة في هذه الشّركة لإستنباط الوسائل الفضل لواقع وتطلّعات مدينة صفاقس.
و تعمل شركة SOTECA منذ سنوات على الإستثمار في التّطوير و الدّراسات و ذلك بالتّعاون مع بلديّة صفاقس و بالإرتكاز على خيرة المهندسين والتّقنيين و بإشراف دكتور مختصّ في مجال الهندسة الكهربائيّة.