قدّم وليّ العهد السّعودي, الأمير محمّد بن سلمان, رسميّا, يوم الثّلاثاء 24 أكتوبر الماضي, مشروعه الجديد الضّخم الخاصّ بالمدينة المستقبليّة الّتي سيقع تشييدها على ضفاف البحر الأحمر . هذه المدينة تحمل إسم “نيوم” أو “NEOM” . و هي عبارة عن مشروع ذي دلالة رمزيّة كبيرة بما أنّه سيقدّم المملكة العربيّة السّعوديّة في صورة جديدة و غير مسبوقة, حسب تصريحات وليّ العهد السّعودي.
“وحدهم الحالمون هم الّذين سيكونون مرحّبا بهم” : هكذا علّق الأمير محمّد بن سلمان, وليّ عهد المملكة العربيّة السّعوديّة, عند إعلانه يوم الثّلاثاء الفارط عن إنشاء منطقة عملاقة للتّنمية الإقتصاديّة تحمل إسم “نيوم”, و هي ذات مساحة شاسعة تعادل ثلاث مرّات مساحة جزيرة قبرص, مع إستثمارات موجّهة بقيمة تناهز 500 مليار دولار .
هذه المدينة المستقبليّة, من المنتظر أن ترى النّور في المنطقة الشّماليّة-الغربيّة من البلاد, على ضفاف البحر الأحمر .
الإعلان عن المشروع تمّ على هامش ندوة خاصّة إستمرّت لثلاثة أيّام, تحت عنوان “Future Investment Initiative” , في العاصمة السّعوديّة, بحضور أكثر من 2500 ضيف و عضو .
على الموقع الرّسمي لمشروع “NEOM” , نجد توصيفا لهذا المشروع بعبارات “منمّقة” من طرف القائمين عليه : ففي هذه المدينة المستقبليّة, سنجد كلّ شيء , من البنايات الشّاهقة النّظيفة و المرفّهة, إلى الهواء الصّافي النّقيّ, مرورا بالمساحات الخضراء الشّاسعة.
المشروع جميل جدّا بالنّسبة لمفهوم “المدينة المستقبليّة”, حيث سنجد أيضا إستخدامات “ثوريّة” لمنظومة التّغذية المقدّمة لسكّان هذه المدينة, بفضل مفهوم “الفلاحة العموديّة” : (و هي ثقافة المنتجات الغذائيّة في الأبراج, من أجل إستغلال مساحة أقلّ في الأرض) , هذا إلى جانب منظومة تطوير المناطق القاحلة و الجافّة و إستعمال مياه البحر , علاوة على إستخدام ألواح الطّاقة الشّمسيّة العملاقة.
بالنّسبة لوليّ العهد السّعودي, فلا توجد مسكلة لا يمكن للتّكنولوجيا حلّها. و قد ذكر في هذا السّياق, مثال “الإزدحام المروريّ” , حيث توقّع أنّ إقران إستعمال السّيّارات ذاتيّة القيادة و الطّائرات دون طيّار و الرّوبوتات, سيقضي على هذه الظّاهرة في شوارع مدينة “نيوم” المستقبليّة.
هذا و حسب ما جاء في الموقع الرّسمي لمشروع مدينة NEOM , سيتمّ الإنتهاء من الجزء الأوّل من المشروع مع حلول عام 2025.