يبدو أنّ شبكة تويتر التّواصليّة تعرف بعض الإضطرابات في خطّ سيرها العامّ و توجّهاتها العريضة في المشهد التّواصلي على الشّبكة العنكبوتيّة , و ذلك أساسا في مستوى علاقتها بالمنافس الأكبر فايسبوك . حيث أصدرت تقارير عالميّة منذ أيّام خبرا يفيد بأنّ تويتر , و للهروب من ظلّ فايسبوك , قرّر الخروج من تصنيف ” شبكات التّواصل الإجتماعي ” على متاجر AppStore .
هذا الخبر قد يفاجئكم نوعا ما , بما أنّ إدارة تويتر لم تصدر إلى حدّ الآن أيّ إعلان أو تعليق بشأن هذا الموضوع . لكن و منذ أيّام قليلة , لاحظنا أنّ تطبيقة الجوّال الخاصّة بشبكة العصفور الأزرق المغرّد لم تعد موجودة ضمن تصنيف ” شبكات التّواصل الإجتماعي ” , و هي الخانة الّتي تحتوي على تطبيقات مثل فايسبوك , إنستاغرام أو سناب شات , و ذلك على متاجر آبل ( App store ) .
هذا و نحن نجهل في الواقع , السّبب الرّئيسي وراء قرار تويتر بتغيير تصنيفه , لكن و حسب بعض التّحاليل , فإنّ الأمر قد يكون إستراتيجيّة مقصودة من تويتر من أجل التّموقع في الصّدارة في تصنيف يكون جديدا و شاغرا في متاجر آبل , و ذلك لكي يحصل على مستعملين جدد في الثّلاثيّة القادمة .
و مع هذا , فنحن يمكننا كذلك تخيّل أنّه و عوضا عن التّوجّه نحو أشخاص هم بصدد البحث عن خدمات جديدة لمشاركة شيء ما , فإنّ تويتر , في الواقع , يركّز من الآن فصاعدا على مستعملي الإنترنت الّذين يبحثون عن تطبيقة لمعرفة تفاعلات المستخدمين إضافة إلى آخر الأخبار في وقت حقيقي ( en temps réel ) .
و في الحقيقة , فإنّ أيّ شخص يريد نشر صور سيلفي , مثلا , سيفكّر أوّلا في إنستاغرام أو سناب شات , في حين أنّ أولئك الّذين يستعملون تويتر بالفعل , هم أولئك الّذين يريدون النّفاذ إلى المعلومة مباشرة ( في وقت حقيقي ) , و هو الأمر الّذي يهتمّ به تويتر أكثر من أيّ شبكة تواصل إجتماعيّة أخرى ) , لكن في نفس الوقت لا يريدون بالضّرورة نشر تغريدات .
لكن نحن نعتقد أنّ السّبب المباشر وراء هذا الإجراء هو العلاقة بين تويتر و فايسبوك : حيث أنّ تويتر غالبا ما تتمّ مقارنته بمنافسه اللّدود فايسبوك , و الّذي يضمّ اليوم أكثر من 1.6 مليار مستخدم . فتويتر يريد أن يتميّز و يختلف عن فايسبوك بإعتباره تطبيقة خاصّة بآخر المستجدّات , و هو يبحث بالتّأكيد عن الهروب من ظلّ العملاق رقم 1 في مشهد الشّبكات الإجتماعيّة .
و على كلّ حال , فإنّ هذا التّغيير في تصنيف الشّبكة جاء متزامنا مع إعلان المؤسّسة الأمريكيّة على حصيلتين ثلاثيّتين جديدتين مخيّبتين للآمال . ففي الواقع , و طوال الثّلاثة الأشهر الماضية , لم تشهد منصّة التّواصل الإجتماعيّة إلّا صعودا طفيفا بنسبة 2 % لعدد مستخدميها شهريّا , إلى جانب العديد من الخسائر الأخرى .