سامسونغ هي شركة عملاقة , هذا صحيح . لكن هل تعلمون أنّه لا وجود تقريبا لشركة مشابهة لها في بلدها الأصلي كوريا الجنوبيّة ؟ و من ثمّ , فإنّ النّاتج الدّاخلي الخام للبلد بأكمله هو مرتبط بشكل عميق بعائدات و توسّع أعمال هذه الشّركة . إذن و في وقت مازالت فيه آثار فضيحة غالاكسي نوت 7 متداعية إلى الآن , كشفت العديد من التّحاليل و على رأسها تحليل معمّق صادر من وكالة رويترز الإخباريّة بأنّ الأحداث الأخيرة الّتي عرفتها سامسونغ , ستكون لها إنعكاسات و عواقب وخيمة .
في عالم التّكنولوجيا المتقدّمة , أحد أكثر الأسماء شهرة و إحتراما للجماهير العريضة , هو بلا شكّ “سامسونغ” . و بالرّغم من أنّنا تعوّدنا على فئة الهواتف الذّكيّة في مقالاتنا عن سامسونغ , إلّا أنّ الشّركة الآسيويّة لن تتوقّف بالتّأكيد عند هذا النّمط و لن تقتصر على الهواتف الذّكيّة فقط .
لكن ما من الصّعب تصديقه , هو أنّ مثل هذه الحادثة ستكون لها بالضّرورة إنعكاسات مباشرة و قويّة على كامل إقتصاد البلاد . ففي الواقع , فضيحة هاتف غالاكسي نوت7 و ما إنجرّ عنها من تداعيات دفعت بالشّركة إلى إستبدال النّماذج المتضرّرة , ثمّ الإعلان حتّى عن إيقاف إنتاجها تماما بعد ذلك و سحبها من الأسواق و التّحذير من إستخدامها , كلّ ذلك كان له نتائج سلبيّة للغاية , ليس فقط على الشّركة , بل حتّى على كوريا الجنوبيّة بأسرها .
و هذا ما بيّنته وكالة Reuters , الّتي أشارت إلى أنّ المؤشّرات الضّعيفة للعملاق الكوريّ مع نهايات السّنة الحاليّة , تحمل إنعكاسات حقيقيّة على البلاد . ففي الواقع , معدّل نموّ النّاتج الدّاخلي الخام لكوريا الجنوبيّة كان متوقّعا أن يكون بنسبة 0.7 % خلال الثّلاثيّة الثّالثة من العام الحالي . لكن و بعد الأوضاع السّلبيّة الّتي شهدتها الشّركة , أعادت وزارة الماليّة الكوريّة تقييم هذه النّسبة , لكي تسجّل رسميّا تراجعا في نسبة النّموّ ب0.2 % . و العلاقة بين الطّرفين واضحة و مباشرة هنا , و بالتّالي نفهم أنّ الشّركة سامسونغ لديها إنعكاس مباشر و قويّ و مؤثّر على إقتصاد كوريا الجنوبيّة برمّته !
و الأدهى و الأمرّ , هو أنّ هذه القصّة لم تنته بعد . فبالتّأكيد , و من أجل تنظيم عملها و التّعامل مع الأصداء السّلبيّة الّتي سبّبها هاتف غالاكسي نوت 7 , أنفقت شركة سامسونغ بالفعل مليارات الدّولارات . لكن هذا سيكون واضحا أكثر من خلال تقريرها الرّسمي الخاصّ بالثّلاثيّة الرّابعة من عام 2016 .
و في إنتظار ذلك , من الممكن أن يتواصل هبوط النّاتج الدّاخلي الخام لكوريا الجنوبيّة مع إقترابنا من نهاية عام 2016 .
لكن لحسن الحظّ , لن تترك شركة سامسونغ بلدها دون مساعدة في عام 2017 الجديد , حيث يتمّ إعداد هاتف غالاكسي S8 في الكواليس حاليّا , كما أنّه سيتمّ الكشف قريبا جدّا عن أوّل سلسلة من هواتفها الذّكيّة القابلة للثّني .