الأفكار المتداولة و المنتشرة الّتي تخصّ بطّارية هاتفكم الذّكيّ عديدة و مختلفة : هل يجب تركه في الشّحن طوال اللّيل ؟ هل بإمكاننا إستعمال الهاتف الذّكيّ بينما هو موصول بالشّحن ؟ هل يجب دائما إستخدام شاحن أصليّ ؟
جميعنا لدينا فكرة سائدة بأنّ سعة البطّارية هي الشّيء الوحيد المهمّ . لكن مع هذا , كلّنا طرحنا أسئلة بقيت إجاباتها غير واضحة . و لرفع اللّبس و المفاهيم الخاطئة , نقدّم لكم في هذا التّقرير الخاصّ , أعزّائنا متتبّعي تويتاك , 5 أفكار متداولة و شائعة لا يجب أن تصدّقوها فيما يخصّ بطّارية هاتفكم الذّكيّ :
1 ) – يجب دائما إستخدام شاحن أصلي :
هذا المفهوم دائما ما نسمعه في الكثير من التّقارير التّكنولوجيّة . في الكثير من الأحيان , تتعرّض الهواتف الذّكيّة لمشاكل صغيرة بينما يتمّ شحنها . و أحيانا يتعرّض بعضها حتّى للإنفجار , و هنا يتمّ إلقاء اللّوم على إستخدامنا لشاحن ( chargeur ) مقلّد و غير أصليّ .
لكن , هذا المفهوم المتداول هو ضرب من ضروب التّسويق التّجاري في الواقع . فمن الممكن جدّا إستعمال شاحن لم يتمّ بيعه من طرف العلامة الّتي ينتمي إليها الهاتف . لكن حذار , هذا لا يعني أن تشتروا أيّ منتوج يعترضكم . لكن توجد آلاف الأنواع من الشّواحن المقدّمة من علامات أخرى أقلّ شهرة , و هي تفي تماما بالغرض .
صحيح أنّ هذه الشّواحن أقلّ تكلفة , لكنّها تؤدّي وظيفة الشّحن بشكل سريع , و لا ينجرّ عنها أي حوادث سلبيّة قد تنعكس على صحّة هاتفكم الذّكيّ أو بطّاريته . هذا المفهوم المتداول الّذي يلزم بضرورة إستعمال الشّاحن الأصلي لديه هدف واحد , و هو إستقطاب العلامات التّكنولوجيّة لأكثر حرفاء .
2) – من الأفضل الإنتظار حتّى تشحن البطّارية بالكامل :
هذا المفهوم الشّائع مرسّخ كثيرا في أذهان العديد من المستخدمين . لكنّه مع هذا , خاطئ تماما . في الواقع , من غير الضّروريّ الإنتظار حتّى يتمّ شحن الهاتف الذّكيّ إلى حدود 100 % , قبل نزعه من الشّحن . فهذا الأمر لا يغيّر شيئا على مستوى طول عمر البطّارية , و لا يفسد هذه الأخيرة أو يتلفها بأيّ شكل من الأشكال .
هناك , حتما , بطّاريات تحتاج لأن يتمّ شحنها بالكامل . لكن هذه البطّاريات هي مصنوعة في الواقع من مادّة “النّيكل” ( nickel ) . من جهة أخرى , بطّاريات الهواتف الذّكيّة مصنوعة من مادّة “اللّيثيوم-إيون ” . و هذه البطّاريات هي أكثر ذكاء و حساسيّة .
على سبيل المثال , إذا قمتم شحن هاتفكم الذّكيّ و هو قد وصل بالفعل إلى مستوى 40 % , فالبطّارية لن تحتسب ذلك كمرور نحو الشّحن الكامل . و إذا كانت مضاعفة المراحل (cycles ) تتلف البطّاريات , و نعني هنا تلك العاملة وفق تكنولوجيّة “اللّيثيوم-إيون ” , فالخسارة ستكون ضعيفة للغاية .
بعد سنوات عديدة , تظهر البطّارية دائما 80 % من قدراتها . و في أغلب الأحيان , قد تعمدون إلى تغيير هاتفكم الذّكيّ قبل حتّى أن تظهر البطّارية إشارات تدلّ على إختناقها .
3 ) – غلق كلّ التّطبيقات المستخدمة يطيل في عمر البطّارية :
هذا المفهوم خاطئ , و خاطئ تماما ! هذا المفهوم المتداول هو , بلا شكّ, الأكثر رسوخا في أذهان المستخدمين . و يكفي أن ننظر إلى عدد الأشخاص الّذين , ما إن ينتهون من إستعمال هواتفهم , حتّى يبادروا بإغلاق جميع التّطبيقات المفتوحة من قبل . و هو يظنّون بهذا أنّ إغلاق التّطبيقات السّابقة سيطيل عمر البطّارية .
هذا الأمر ليس فقط خاطئا تماما , لكن قد ندهشكم إذا أخبرناكم أنّ فعل هذا الأمر قد يقلّص حتّى من عمر البطّارية , أي أنّ العكس صحيح !
و كما أوضحت شركة غوغل منذ فترة وجيزة , فإنّ إغلاق التّطبيقة يستلزم فتحها من جديد في وقت لاحق لإستعمالها , و بالتّالي فلا جدوى من تلك العمليّة الّتي نقوم بها دائما .
عدا هذا , فإنّ إطلاق التّطبيقة سيستوجب أكثر مصادر للطّاقة من إعادة إطلاقها إنطلاقا من الmultitache . لذلك , من الأفضل ترك التّطبيقات مفتوحة في ذاكرة الهاتف .
من الأفضل كذلك , أن تنسوا التّطبيقات المدعوّة “app killer” و الّتي تغلق أوتوماتيكيّا التّطبيقات و الأيقونات على عمق الشّاشة . ففي كثير من الأحيان , تمثّل هذه التّطبيقات مدمّرا حقيقيّا للبطّارية . و بالتّالي , فإنّ طول عمر البطّارية و مداومتها على الحفاظ على الشّحن , مضمونان أكثر حين لا يتمّ تحميل مثل هاته التّطبيقات .
4 ) – إستخدام الهاتف الذّكيّ بينما هو في الشّحن يضرّ بالبطّارية :
هذا الأمر كذلك لا يستحقّ الحيرة . يمكنكم , بالطّبع , إستخدام هاتفكم الذّكيّ بينما هو موصول بالشّحن . الإنعكاس الوحيد الّذي قد ينجرّ عن هذا هو أنّ شحن البطّارية سيكون بأقلّ سرعة . و البطّارية ستتعرّض كذلك للحرارة قليلا . لكن لن يكون هناك أيّ حادث يلحق بالبطّارية و لا بناحية حفاظ الهاتف على الشّحن .
قصص إنفجار الهواتف الذّكيّة و إحتراقها بينما يتمّ إستخدامها و هي موصولة بالشّحن , هي في الواقع , أخبار مغلوطة تماما . فالمشكل لا يصدر أبدا من هذا الإستعمال , لكن من مشكل آخر . لذلك , إذا أردتم التّمتّع بألعابكم المفضّلة بينما يتمّ شحن هاتفكم , فإفعلوا هذا الآن و لا تتردّدوا !
5 ) – شحن هاتفكم الذّكيّ طوال اللّيل يفسد البطّارية :
كلّ المستخدمين , أو أغلبهم , لديهم هذه العادة . فبعد يوم عمل حافل , يكون الهاتف الذّكيّ قد شارف على الإختناق بالفعل , و يجب شحنه . و ما أفضل من اللّيل لشحنه بالكامل ؟
منذ وقت , و نحن نقرأ و نسمع أخبارا متواصلة حول وجوب عدم شحن الهاتف أثناء اللّيل لأنّ ذلك قد يعرّضه للتّلف . حسنا , هذا الأمر خاطئ , فلا وجود لأيّ هاتف ذكيّ يمكن أن يتلف و هو موصول في الشّحن و حتّى لو بلغ 100 % من سعته !
لا وجود لهاتف ذكيّ ينفجر أو يحترق ! الحالات الوحيدة للهواتف الذّكيّة الّتي تحترق يمكن أن نفسّرها بمشكل يتعلّق بإصدار الهواء من أجل تبريد نظم التّشغيل . و لا وجود لتفسير آخر .
هذا لأنّ تكنولوجيّة Lituium-ion هي قادرة تماما على إلتقاط المرحلة الّتي تكون فيها البطّارية في مستوى 100 % . و ما إن يتمّ بلوغ هذه النّسبة , يتمّ إيقاف عمليّة الشّحن . إذا لا داعي للقلق , يمكنكم دائما و أبدا شحن هاتفكم الذّكيّ طوال ساعات اللّيل الهادئة !