يبدو أنّ عالمنا الحديث يتوغّل أكثر فأكثر في الصّبغة الرّقميّة, و دولة الدّانمارك إختارت أن تنصهر بالكامل في هذا العالم. فيوم الجمعة 27 جانفي 2017, كشفت الدّانمارك عن مخطّطاتها لإحداث منصب “سفير رقميّ” يضطلع بمهمّة العمل و التّعاون مع كبرى الشّركات التّكنولوجيّة, بما فيها آبل و غوغل و ميكروسوفت , و هذا المنصب هو الأوّل من نوعه في العالم على الإطلاق.
وزير الخارجيّة الدّانماركي أندرز صامولزن, قال في حوار صحفيّ بأنّ الشّركات التّكنولوجيّة الكبرى تؤثّر على الدّنمارك تماما مثل تأثير الدّول, فهذه الشّركات أصبحت الآن بنفس قيمة و حجم الدّول, و هي بمثابة دول جديدة قائمة الذّات, و الدّانمارك تحتاج للإحتكاك و التّفاعل المباشر معها.
الوزير الدّانماركي ليس مخطئا , في الواقع, فالشّركات التّكنولوجيّة الكبرى تربح حاليّا المزيد و المزيد من الدّولارات, و قد بلغت درجة من التّأثير الدّولي, أكثر حتّى من عديد الدّول الكبرى
السّفارة الدّانماركيّة الرّقميّة الجديدة, مازالت غير مفعّلة بعد, لكن من المنتظر أن تفتح, عند مباشرتها العمل رسميّا, خطّا ديبلوماسيّا جديدا من الدّانمارك نحو الولايات المتّحدة الأمريكيّة, و هو ما سيشكّل, حسب رأي الخبراء, علاقة جديدة بين أوروبا و الولايات المتّحدة تحت حكم الرّئيس الجديد دونالد ترامب
كذلك يعتبر هذا الإجراء الجديد, طريقا للمارسة الضّغط على الشّركات و رجال الأعمال الضّالعين في المجال الرّقميّ للإستثمار في الدّانمارك . و في هذا المجال بالذّات, حقّقت الدّانمارك بالفعل بعض النّجاح, حيث كانت كلّ من شركتي فايسبوك و آبل العملاقتان قد أعلنتا عن مخطّطات لبناء مراكز بيانات عملاقة في الدّانمارك, من شأنها أن تخلق فرص شغل جيّدة و مباشرة في دولة الدّانمارك.
لكن مع هذا, أكّد الوزير الدّانماركي أنّ بلاده ستحافظ على طريقة تفكيرها القديمة, مع تدعيم علاقتها مع الدّول الأخرى في نفس الوقت, مؤكّدا أنّ الشّركات العملاقة مثل غوغل و آبل بإمكانها شراء كلّ شيء, إلّا السّيادة القوميّة لبلاده !