أوّل القطارات فائقة السّرعة في القارّة الإفريقيّة سجّلت حضورها الفعليّ في المغرب بشكل رسميّ. هذه العربة العملاقة ذات الطّابقين, و ذات التّصنيع الفرنسيّ, تمّت تجربتها بالتّوازي مع إطلاق خطّ جديد يربط بين مدينتي طنجة و الدّار البيضاء, العاصمة الإقتصاديّة للمغرب في أجل أقصاه سنة 2018.
هذه القطارات الجديدة يمكنها بلوغ سرعات قصوى تبلغ 322 كيلومتر في السّاعة. و ستقطع المسافة بين المدينتين في مدّة أقصاها ساعتين فقط. و هذا الأمر يجعل من هذا القطار الأسرع في القارّة السّمراء, بإعتباره يتجاوز , حسب هذه الأرقام, قطار Gautrain , الّذي تمّ إطلاقه في جنوب إفريقيا سنة 2012.
هذا المشروع البالغة تكلفته أكثر من 2 مليار دولار, كان في مرحلة التّطوير منذ نحو عشر سنوات, و تمّ تمويله من طرف حكومات المغرب و فرنسا و السّعوديّة و الكويت و الإمارات العربيّة المتّحدة.
هذا و يتوقّع الملك محمّد السّادس و الحكومة المغربيّة أن يضيف هذا الخطّ الجديد من القطارات, رصيدا هامّا من التّميّز و التّقدّم للبلاد , من النّاحية التّكنولوجيّة و الإقتصاديّة و السّياحيّة.
القطارات فائقة السّرعة ( High-Speed Trains) تندرج في إطار مشروع أعمق و أشمل لتوسيع و تحسين البنية التّحتيّة في المغرب, يضمّ مخطّطا لإطلاق أكبر محطّة توليد للطّاقة الشّمسيّة في العالم, و موانئ جديدة عملاقة , إضافة إلى مشاريع مختلفة أخرى, سترى النّور قريبا.
هذا و من المتوقّع أن تتعامل الطّريق الجديدة الرّابطة بين طنجة و الدّار البيضاء, كأفضل ما يمون مع الإرتفاع المتواصل لعدد المسافرين, و هو ما من شأنه أيضا أن يدعم و ينهض بالقطاع السّياحيّ, و النّموّ الإقتصاديّ للمدينتين و يعزّز من آفاق الإستثمار بهما و في المغرب بشكل عامّ.