تعمل شركة NurEnergie حاليّا في تونس على تطوير محطّة طاقة شمسيّة مركّزة ( centrale solaire thermique à concentration) هي الأولى من نوعها على مستوى العالم بأسره, مع إمكانيّة تصدير الطّاقة نحو بلدان شمال إفريقيا و كذلك القارّة الأوروبيّة .
شركة NurEnergie متواجدة في تونس منذ 2008, و هي تتعاون مع مجموعة من الشّركاء و المستثمرين من تونس و من مالطا, من أجل المساهمة في النّهوض بقطاع صناعة الطّاقة الشّمسيّة في المنطقة .
و نمرّ الآن إلى التّفاصيل, حيث يتركّب مشروع TuNur من محطّة طاقة شمسيّة مركزيّة (CSP) , بقوّة 2.250 ميقا-واط في الصّحراء بالجنوب التّونسي, مع ربط بحريّ (liaison sous-marine) من فئة HVDC , بقوّة 2 جيقا-واط, بين تونس و إيطاليا .
ما إن تدخل هذه المحطّة الجديدة مرحلة الإستغلال الفعليّ, فمن المنتظر أن تبعث ما مقداره 9.400 جيقا-واط في السّاعة من الطّاقة القابلة للتّجديد و التّوجيه بنسبة 100 % . بعد ذلك, سيتمّ نقل الطّاقة تحت البحر الأبيض المتوسّط, إلى حدود نقطة “ضخّ” خاصّة في وسط إيطاليا, أين سيتمّ نقل الطّاقة الكهربائيّة إلى بلدان أوروبيّة أخرى مثل ألمانيا و سويسرا و فرنسا و بريطانيا .
مشروع TuNur هو مشروع دوليّ يهدف إلى تلبية حاجيات البلدان الأوروبيّة من الطّاقة المتجدّدة, مع المساهمة في تطوير الطّاقة الشّمسيّة في تونس و في شمال إفريقيا . و في تونس, سيساهم المشروع في التّطوّر الصّناعي, و في تحسين الأمن الطّاقي و النّهوض بالخبرات في مجال صناعات محطّات الطّاقة الشّمسيّة المركّزة (CSP) في المنطقة . أمّا في أوروبا, يمكن لمشروع TuNur أن يوفّر إمتيازات كثيرة عبر السّماح للحكومات بتحقيق أهدافها في مجال الطّاقة المتجدّدة, من خلال التّرفيع في إنتاج الطّاقة البديلة و التّقليص من إنبعاثات ثاني أوكسيد الكربون, و ذلك بمساعدة منبع موثوق للطّاقة النّظيفة.
موقع المحطّة الجديدة المذكورة موجود في صحراء الجنوب التّونسي, و ستوفّر مستوى إشعاع شمسيّ بقوّة 2500 كيلو واط في السّاعة في المتر المربّع الواحد و على إمتداد سنة كاملة . هذا و قد قامت شركة Nur بتصميم هذه المحطّة وفق المقاييس الخاصّة الموجودة على موقع TuNur الإلكترونيّ, بهدف الحصول على المعطيات الشّمسيّة في وقت حينيّ (en temps réel) .
أوّل محطّة طاقة شمسيّة مركّزة (CSP) في العالم, ستكون منتصبة في الصّحراء التّونسيّة قريبا من منطقة رجيم معتوق, التّابعة لولاية قبلّي, و ذلك حسب ما أعلن عنه موقع Nur Energie البريطانيّ . هذه المحطّة المركزيّة ستوفّر الكهرباء على الصّعيد المحلّي و الإقليميّ و الدّولي .
يذكر أنّ تونس تمتلك مستوى إشعاع أعلى بنسبة 20 % من أفضل المحطّات الموجودة في أوروبا, و صحراء الجنوب التّونسي توفّر فضاءا هامّا لتطوير مشاريع الطّاقة الشّمسيّة على السّلّم العالمي .
يذكر أنّ الشّبكة الأوروبيّة للتّصرّف في شبكة نقل الكهرباء (REGRET-E) كانت قد أكّدت في شهر نوفمبر من عام 2015, بأنّه قد تمّت المصادقة على الطّلب الّذي كانت شركة TuNur قد تقدّمت به من أجل تنفيذ مخطّط التّنمية العقديّ (2016) , و المشروع تمّ إدراجه بالفعل بنجاح في قائمة المشاريع المختارة . المشاريع المدرجة في هذه القائمة النّهائيّة سيتمّ ترشيحها للتّقدّم بطلب ترشّح للمشاريع المشتركة (2017) , و ذلك من أجل الحصول على الإطار القانونيّ مع مساعدة ماليّة من الإتّحاد الأوروبيّ .
في هذا الإطار, قال السّيد محمّد العربي بن سعيد, رئيس مجلس التّصرّف في الأراضي الجماعيّة (CGTC) , المالك لرقعة الأرض الّتي ستكتريها شركة TuNur لإنشاء المشروع :
” هذا المشروع سيحمل التّطوّر الإقتصاديّ اللّازم و الضّروري لمنطقتنا و لمواطنينا, فهو سيقدّم قيمة حقيقيّة للأراضي الصّحراويّة القاحلة . و نحن سعيدون للغاية لأنّنا سنساهم في هذا المشروع التّونسي الضّخم في قطاع التّنمية المستدامة.”
لمزيد من المعلومات حول مشروع TuNur , زوروا موقع TuNur أو nurenregie.com .