على هامش منتدى Global Mobile Broadband في لندن, أعلنت شركة Huawei عن خبر غريب . فقد قرّر المصنّع الصّينيّ أن يربط ما يناهز المليار بقرة بشبكات 4G التّكنولوجيّة. و لإقناع مربّي الأبقار بدفع مبلغ يتراوح بين 10 و 45 دولار في السّنة, لتجهيز بقرة يملكها بإتّصاليّات 4G, يبدو أنّ العلامة الصّينيّة تملك ما يكفي من الحجج !
الأمر غريب جدّا في الظّاهر , لكن يجب أن نعلم أنّ فكرة ربط الأبقار بشبكات الإتّصال التّكنولوجيّة ليست جديدة ! فخلال صالون الفلاحة العالميّة لعام 2017, تمّ عرض “ميزان حرارة مهبليّ” (Thermomètre Vaginal) , متّصل بشبكة الإنترنت و خاصّ بالأبقار. هذه الأداة تتولّى إعلام الفلّاحين أو مالكي الأبقار عبر رسالة قصيرة (SMS) , حين يستعدّ الحيوان للجلوس على الأرض أو الإنخفاض. و في عام 2016 الماضي, خلال مؤتمر الهواتف العالمي ببرشلونة (WMC) , كشفت شركتا Microsoft و Fujitsu عن مشروع “Gyuho” : و هو يتمثّل في أبقار “ذكيّة” متّصلة بالإنترنت و مجهّزة بعدّة لواقط (capteurs) مرتبطة بالنّظام السّحابي Cloud Azure , و ذلك بهدف تسجيل العديد من المعطيات . و الهدف ؟ هو التّرفيع في إنتاجيّة المزارع و الضّيعات و تحسين و رفع إنتاج المواشي و الدّواب بنسبة تصل إلى 31 % !
هواوي تريد أن ينفق المربّي بين 10 و 45 دولار سنويّا لربط أبقاره بشبكات 4G التّكنولوجيّة :
لكن ما يجعل مشروع Huawei متفرّدا و مختلفا عن الآخرين, هو إستعمال شبكات 4G التّكنولوجيّة. فمشروع ميكروسوفت للأبقار “الذّكيّة” يستوجب الإتّصال بشبكات WiFi أو شبكات 3G.
و بفضل إستخدام شبكة 4G في فكرته الخاصّة بالأبقار “الذّكيّة”, فإنّ المصنّع Huawei يودّ خاصّة التّرفيع و زيادة أرباح و عائدات مشغّلي الإتّصالات. ففي الصّين, مشروع هواوي الفلاحيّ هو في الواقع, في مرحلة التّجربة بالفعل : حيث تمّ تخصيص 5000 بقرة لهذا الغرض, و تمّ تزويد هذه الحيوانات,حتّى, بجهاز 4G يلتفّ برقبتها. هذا الجهاز يتضمّن وحدة تتبّع (GPS) , من أجل تحديد موقع البقرة في حالة إنفلاتها أو هروبها, إضافة إلى لاقط حراريّ, بهدف إبقاء نظر الفلّاح أو المربّي على صحّة و سلامة بقرته. و لربط كلّ هذه المكوّنات بالشّبكة, تمّت إضافة شريحة إتّصال (carte SIM) من الجيل الرّابع (4G).
في الصّين, المشغّل China Mobile هو من يزوّد إتّصاليّات 4G الضّروريّة لهذا المشروع. و من خلال تقديمها المنمّق في لندن, تأمل شركة Huawei أن تقنع مشغّلي إتّصالات آخرين كي يستثمروا في مشروعها. و هذا الإستثمار يبدو واعدا و جذّابا : فالجهاز لا تتجاوز كلفة إقتنائه , مبلغ 45 دولار في العام الأوّل بالنّسبة للفلّاح أو المربّي, و تكلفته تنخفض في العام الثّاني لتصل حتّى 10 دولارات. و كلّ جهاز من هذه الأجهزة هو مزوّد ببطّارية تصل ديمومتها إلى مدّة 5 سنوات !
The next billion subscribers. Holy cow! 🤯 pic.twitter.com/TrrNbLHbFr
— Debbi Kay (@debbiediscovers) November 17, 2017
بالنّسبة للفلّاحين, فالمنافع من هذه التّكنولوجيّة هي مضاعفة : فهم سيتمكّنون في وقت واحد, من إبقاء ناظريهم على قطعان الماشية الخاصّة بهم, في حال السّرقة أو الضّياع, و كذلك على التّحكّم بصفة دوريّة, عبر تطبيقة موجّهة, في النّظام الصّحيّ للبقرة. و بفضل هذه التّكنولوجيّة, يمكن للمربّي أو الفلّاح أن يستبق الدّورات الإنتاجيّة للبقرة و أن يحدّد التّوقيت الأمثل للتّلقيح الإصطناعيّ.
الورقة الرّابحة الرّئيسيّة لمشروع Huawei الفلاحيّ, بالمقارنة مع الأبقار “الذّكيّة” الأخرى, هو إستخدام شبكات NarrowBand-IoT , الموجّهة للأغراض الذّكيّة (objets connectées) , و الّتي تمرّ مباشرة نحو شبكات الجيل الرّابع (4G). و مع هذا المعيار الجديد, تتطلّع الشّركة الصّينيّة إلى إستقبال الإستثمارات من مشغّلي الإتّصالات من مختلف أنحاء العالم.
إذا, ما رأيكم في مشروع “الأبقار الذّكيّة” الفلاحيّ من هواوي ؟ و هل يمكن لمشغّلي الإتّصالات التّونسييّن أن يقتنعوا بجدوى هذه التّكنولوجيّة الّتي قد ترفع من أرباحهم و تنهض بمردوديّة و جودة الإنتاج الفلاحيّ التّونسي ؟